انتقلت المناضلة زهرة بوخطاية، رئيسة جمعية آفاق المرأة الجزائرية، إلى رحمة الله، ووريت الثرى بمقبرة أولاد فايت، الخميس الماضي، مخلفة مسيرة نضالية ثرية بالعمل الجمعوي الجواري وممارسة الوطنية الصادقة بخدمة الجزائر دون انتظار مقابل.
تميزت المرحومة، التي اشتغلت محضرة قضائية بمجلس قضاء العاصمة، بنضالها الصريح دفاعا عن الوطن والمساهمة، من خلال جمعيتها «آفاق المرأة الجزائرية» في مساعدة النساء من الفئة الهشة واللواتي يواجهن ظروفا معيشية صعبة.
وفي هذا الإطار، ناضلت بمواقع ومنابر عديدة من اجل حماية الأسرة الجزائرية ومكافحة تفكك خليتها بسبب الطلاق والتطليق وذلك بالتوعية والمرافقة قبل المرور الى تنفيذ أحكام قضائية ذات صلة.
وفي حالات كثيرة أعادت أزواجا إلى بعضهم بعضا، وأبدت ارتياحا كلما حققت الهدف، منتقدة في مجالس وتصريحات دعاة تخريب الأسرة الجزائرية، معتبرة أنها أول خندق للوطنية.
وعُرفت الراحلة بتفضيل العمل بعيدا عن الأضواء، ولا تعتمد على المال العام وتنتقي محاوريها من الإعلام، مخصصة مكانة متميزة لجريدة «الشعب» والعاملين فيها، مبررة ذلك بتاريخ العنوان والخط الافتتاحي الوطني الأصيل.
وعن جمعية آفاق المرأة الجزائرية التي ترأستها منذ بداية التسعينيات لما تأسست أساسا من أجل مرافقة النساء ضحايا الأزمة الأمنية وتداعيات الإرهاب، كشفت لي في أحد التصريحات ان تأسيس الجمعية كان بتشجيع من الدولة آنذاك، لاحتضان النساء الحلقة الضعيفة في الساحة ومرافقتهن في مواجهة مشاق الحياة ومخاطر الشارع جراء الإرهاب. وأوضحت أن عنوان شعارها الكرامة فوق كل اعتبار.
وكانت المرحومة تعترض وترفض أي دعم مشروط أو مقايضة حزبية وتفضل الإنفاق من مالها وجهود الأعضاء وفاعلي الخير بلا مقابل.
وعانت في زمن ضياع العمل التضامني من إقصاء وتهميش واجهته في الميدان، فكما تقول رفيقاتها «مسيرتها تقنع كل مخلص» فقد انتزعت التقدير في الشارع عن جدارة.
غير أنها، كما كانت تسرده، واجهت في الميدان صعوبات ولم تجد من السلطات المحلية بعد سنوات الدعم لإنجاز المهمة النبيلة، ومع ذلك واصلت النشاط بإرادة صلبة فجعلت مقر جمعيتها الكائن وسط العاصمة محطة وعنوانا للتكوين ومحو الأمية والعمل التضامني الإنساني. ففي رمضان من كل عام تفتح الباب لعابري السبيل والمحتاجين للإفطار في كنف الطمأنينة وحفظ كرامة المحتاج.
وبقيت بوخطاية وفية لرسالتها الى آخر لحظة بشهادة زميلاتها أعضاء الجمعية اللواتي يحتفظن لرئيستهن بكل ما تستحق من إخلاص ووفاء وحماية المقر، الذي قامت بتسوية إطاره القانوني، والحفاظ على نشاطه ينبض تضامنا وعملا خيريا خالصا. ولم لا المبادرة بإطلاق اسمها عليه؟، رحمها الله واسكنها فسيح جنانه.





