تعرف أسعار الخضروات والدجاج تراجعا كبيرا في الأسواق ونقاط البيع بولاية بومرداس مباشرة بعد عيد الفطر المبارك، وهي الوضعية التي استحسنها المواطن والعائلات التي وجدت متنفسا بعد معاناة وضغوطات كبيرة عاشتها طيلة أيام، خاصة في شهر رمضان، حيث تراجع الإقبال على القصابات بشكل لافت وحتى نقاط بيع اللحوم البيضاء التي نزلت عند سعر 200 دينار هذه الأيام.
تفاجأ مواطنو ولاية بومرداس لحالة التغير السريع لأسعار مختلف الخضروات أياما قليلة بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل، ومنها سعر الفواكه واللحوم البيضاء وحتى من حيث وفرة المواد الغذائية الأساسية كالزيت والسميد، ولو أن البعض أرجع القضية إلى التغير الطبيعي لنمط الاستهلاك اليومي العقلاني مقارنة مع شهر الصيام وبالتالي التقليل من ظاهرة الشراء غير المبرر لبعض المواد الكمالية وحتى الأساسية، فيما أرجع بعض التجار والفلاحين هذه التغيرات الجديدة في السوق إلى حالة الوفرة الموسمية التي تميز مختلف المنتجات الفلاحية من خضروات وفواكه.
وفي جولة لـ «الشعب» في عدد من الأسواق الجوارية وطاولات بيع الخضر والفواكه، بدت الأسعار جد معقولة وفي متناول العائلات إلى حد كبير، مقارنة مع السابق، حيث نزل سعر البطاطا من 140 دينار إلى 70 دينارا وأحيانا أقل بالنسبة لأسواق نصف التجزئة، الفاصولياء بـ 160 دينار، بعدما تعدت سقف 450 دينار، عشية العيد، ونفس الشيء بالنسبة لباقي المواد كالطماطم، الفلفل، الجزر وغيرها التي تراجعت دون 80 دينارا.
في حين تبقى أسعار الفواكه مرتفعة مقارنة مع القدرة الشرائية للمواطن، حيث يحافظ سعر المشمش والخوخ على سقفه العالي ما بين 300 إلى 400 دينار مع تسجيل تراجع محسوس في سعر البطيخ الأحمر المستقر عند حدود 60 دينارا، بعدما ظل ثابتا لأيام في حدود 100دينار.
إلى جانب هذه العوامل الموضوعية التي اتفق عليها المتابعون لواقع السوق والممارسات التجارية اليومية، بولاية بومرداس، تحدث البعض الآخر عن دور المنتجات الصيدية والوفرة السمكية التي تميز البلديات الساحلية هذه الأيام، حيث أقلب سمك التونة الطاولة على نشاط بيع الدجاج واللحوم الحمراء بسعرها المغري الذي وصل ألف دينار للكلغ، وكذا أهميتها الغذائية الطبيعية، بحسب تصريحات عدد من المواطنين الذين صادفناهم على مستوى مسمكة رأس جنات ومختف الطاولات المنتشرة عبر الطريق الساحلي.
وبالفعل تحولت نقاط بيع التونة وسمك السردين أيضا الذي سقط سعر بيعه هو الآخر سقوطا حرا بسبب الوفرة خلال هذه الفترة من السنة إلى تجمعات للمواطنين والوافدين من ولايات الجوار لاقتناء مادة غذائية غنية بالبروتين والأوميغا 3، تاركين نقاط ومحلات بيع الدجاج في حيرة من أمرهم، مع التخوّف من كساد وخسائر كبيرة سواء للتجار أو المربين الذين كان حظهم سيئا بعرض منتجات في ظرف غير مناسب بحسب تصريحات البعض، خاصة وأن هذا النشاط الحساس يخضع لحسابات دقيقة لتجنب الخسارة أو الرهان على ربح وفير في فترات معروفة كشهر رمضان والمناسبات الهامة.
