عرفت ولاية النعامة نجاحا ملحوظا في تجربة جديدة ضمن قطاع الفلاحة، تمثلت في تربية المائيات، وبالأخص نوع السمك البلطي الأحمر، وقد جاءت هذه التجربة نتيجة مبادرة بعض الفلاحين المغامرين، الذين قرروا خوض تجربة جديدة خارج الإطار التقليدي للولاية الرعوية والفلاحية، بمرافقة كافة المصالح المعنية.
وقد تمكّن المستثمر بودواية لحبيب من منطقة تنية الصوان، بلدية تيوت، رفقة تسعة فلاحين آخرين، من تحقيق نتائج إيجابية غير متوقعة في تربية السمك البلطي الأحمر، ضمن إطار استحداث هذا النشاط بالولاية السهبية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق تنفيذ خارطة الطريق للوزارة الوصية في مجال الأمن الغذائي، بدعم من وحدة الصيد البحري وتربية المائيات، ومديرية المصالح الفلاحية، والغرفة الفلاحية.
وأشار حميدي عبد الحليم، رئيس وحدة الصيد البحري بالنعامة، إلى أن هذه التجربة تمثل نموذجا ناجحا لفلاحين خاضوا غمار تربية السمك البلطي الأحمر لما لها من فوائد متعدّدة، أبرزها، تعزيز الأمن الغذائي المحلي عبر تسويق المنتوج على مستوى الولاية، إنتاج سماد طبيعي غني بالفيتامينات من فضلات الأسماك والمياه، يُستخدم لتحسين خصوبة التربة الزراعية.
وأوضح عبد الحليم أن جميع الفلاحين العشرة المشاركين في التجربة أظهروا نتائج مشرفة، مؤكّدا أن المشروع سيتمّ تعميمه وتوسيعه خلال سنة 2026 مع فلاحين آخرين، مع دعم تسويقي يصل إلى 50 دينارا للكيلوغرام من خلال الاتفاقية المبرمة مع الديوان الوطني لتغذية الأنعام (ONAB)، كما بيّن أن نوع السمك البلطي الأحمر قادر على التكيّف مع المناخ الجاف والمعتدل للولاية، وخاصة في مناطق تيوت، عين الصفراء، ومغرار.
من جهته، أشاد والي النعامة الوناس بوزقزة، خلال زيارته للمستثمرة، بتوجّه الفلاحين نحو تربية المائيات، واعتبر نجاح هذه النماذج دليلا على ثقة الفلاحين في هذه التجربة ومغامرتهم في خوض نشاط جديد، مؤكدا أن الدولة الجزائرية ستواصل دعم كل فلاح جاد في إطار تحقيق أهداف خارطة الطريق للأمن الغذائي، كما تمّ استزراع 2000 يرقة من هذا النوع في المستثمرة، ضمن سياسة الدولة الداعمة لتربية المائيات المدمجة مع النشاط الفلاحي.
وفي ختام تصريحاته، شدّد والي الولاية على ضرورة تكثيف حملات التحسيس لتشجيع انخراط عدد أكبر من الفلاحين في هذا النشاط، وشرح مضمون الدعم الموجّه لإنتاج السمك البلطي الأحمر، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين الهيئات المعنية لتنظيم دورات تكوينية لمهنيي القطاع.

