تراهن الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، عبر وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني الشط الشرقي، على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في نشر الوعي وتحسيس مستعملي المياه من المواطنين والمصنعين والفلاحين حول ضرورة ترشيد الاستغلال والحفاظ على هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.
نظّمت الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، مؤخرا، دورة تكوينية لفائدة الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام تحت عنوان “التسيير المدمج للموارد المائية”، وقد احتضنت جريدة الجمهورية الشقّ الأكاديمي من الدورة، فيما نشّط مداخلاتها إطارات من الوكالة وممثلون عن مديرية الموارد المائية ومؤسسة “سيور” لتسيير المياه والتطهير.
ووُجّهت الدورة التكوينية لممثلي الإعلام الوطني والمحلي بوهران، سواء المكتوب أو السمعي البصري أو الإلكتروني، واندرجت في سياق سياسة الانفتاح والتوعية البيئية التي تنتهجها وزارة الري.
وهدفت الدورة إلى تعريف الإعلاميين بمهام الوكالة ودورها في حماية وتسيير الموارد المائية، إضافة إلى تسليط الضوء على المفهوم الشامل للتسيير المدمج وأهميته في ضمان استدامة هذه الموارد.
وأبرز مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي الوهراني الشط الشرقي، محمد طباش، في مداخلته بعنوان “التسيير المدمج للموارد المائية: المفهوم، المبادئ والتحديات”، مهام الوكالة والاتفاقيات الدولية الخاصة بالحفاظ على المياه، كما قدّم شرحا مفصّلا للمفاهيم الأساسية المرتبطة بالتسيير المدمج، مؤكدا أن الإمكانيات الوطنية المائية تقدر بـ18 مليار متر مكعب سنويا، خصص منها 5.5 مليار متر مكعب للجنوب، فيما تتواجد 12.5 مليار متر مكعب في شمال البلاد، وهو ما يشكّل نحو 80 بالمائة من الموارد الوطنية.
وأشار طباش إلى أن موضوع “التسيير المدمج للموارد المائية” يكتسي أهمية كبيرة، خاصة في ظلّ التحديات التي تواجه البلاد في مجال المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها، مضيفا أن “الصحافة، بمختلف وسائلها، تلعب دورا محوريا في نشر الوعي المائي وترسيخ ثقافة المحافظة على هذه الثروة الحيوية، من خلال المساهمة بكل وعي ومسؤولية في إيصال المعلومة الدقيقة وتوجيه المواطن نحو السلوكيات السليمة في استعمال الموارد المائية”.
وأكد طباش أن الدورة التكوينية جاءت ضمن برنامج العمل وسياسة وزارة الري الرامية إلى الانفتاح على كل الشركاء والفاعلين، وتهدف إلى تحقيق تسيير مستدام وفعّال للمياه لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية.
ومن جهته، قدّم بومعزة طارق، نائب المدير التقني لشركة المياه والتطهير لولاية وهران “سيور”، عرضا تقنيا حول قدرات الشركة في توزيع المياه الصالحة للشرب بولاية وهران، إضافة إلى إبراز المشاريع الجارية في قطاع الري، وذكر أن دخول محطة تحلية مياه البحر بالرأس الأبيض حيز الخدمة ساهم في توفير أكثر من 95 بالمائة من احتياجات وهران من المياه، أي ما يعادل 600 ألف متر مكعب يوميا.
وأكد بومعزة أن محطة “الرأس الأبيض” ساهمت في القضاء على مشكل ندرة المياه الذي تفاقم خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب الجفاف، الذي أثر على منسوب السدود، حيث لم تتجاوز نسبة امتلاء سد “كرادة” 4 بالمائة، وسد “قرار” 2 بالمائة، مقابل 28 بالمائة لسد “بوغرارة”، و16 بالمائة لسد “دزيوة”، و40 بالمائة لسد “سكاك”. كما دعا زبائن المؤسسة إلى دفع الديون المتراكمة التي تجاوزت 700 مليار سنتيم، مفصحا عن إطلاق منصة رقمية لدفع الفواتير إلكترونيا دون الحاجة للتنقل إلى الوكالات.
وفي سياق آخر، ركزّت رئيسة قسم الإعلام بالوكالة، إلهام بوجنان، على “دور الصحفي في المساهمة في الحفاظ على الماء”، مؤكدة على أهمية انخراط وسائل الإعلام في التحسيس بضرورة ترشيد استهلاك المياه والتعريف بالجهود المبذولة في هذا المجال.
وأضافت بوجنان أن الصحافة شريك أساسي في نشر ثقافة المحافظة على الموارد الطبيعية ودعم البرامج الوطنية للقضاء على مشاكل التزود بالماء، إلى جانب الترويج للسياسات والمشاريع الحكومية من أجل كسب رهان الأمن المائي.
وسمحت الدورة التكوينية في شقّها الميداني للمشاركين بزيارة سد دزيوة بولاية عين تموشنت، حيث اطلعوا على عمليات إنتاج وتوزيع المياه، يذكر أن سد “دزيوة” كان المورد الرئيسي لتزويد ولايتي وهران وعين تموشنت بالماء الصالح للشرب قبل تحويله بعد دخول محطة “الرأس الأبيض” لتحلية مياه البحر إلى خزان احتياطي يُستعمل في حالات الطوارئ.
واختتمت الدورة التكوينية بتسليم شهادات تقدير للمشاركين تقديرا لمساهمتهم في إنجاح اللقاء.

