أكد أستاذ اللغة العربية والدراسات القرآنية بجامعة النعامة، الدكتور عمير محمد، أن الجزائر باحتفائها باليوم العالمي للغة العربية من خلال مؤسساتها، تؤكد على ضرورة الاهتمام بتطويرها ومواكبتها للتحولات الهائلة في عصر الرقمنة، اعتزازا بهُويّتها الحضارية، مشيرا إلى أنها تبذل جهودا معتبرة للحفاظ على لغتها والارتقاء بها في مختلف المجالات، وهو تحدّ كبير بعد أن حاول الاستعمار بطريقة ممنهجة طمس هويتها وإبدالها بلغته.
وسجّل عمير في تصريح لـ«الشعب” أن اللغة العربية عالمية، واسعة الانتشار، فهي لغة الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي، امتدت زمانا ومكانا تحمل تاريخا عريقا وثقافة ثرية، واحتضنت العلوم والفنون والفلسفة وهي لغة القرآن الكريم، مؤكدا أنها تواجه تحديات في عصر الرقمنة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية، يؤثر في نمط التفكير وطريقة العمل والتواصل، إنها ثورة تكنولوجية – يقول – تغير وجه العالم في مختلف المجالات، فلابد للغتنا أن تتفاعل مع هذه التقنية الحديثة وتواكب التحولات السريعة..
وأشار عمير إلى أن اللغة العربية لها مؤهلات من خلال خصائصها المتميزة، من حيث قواعدها النحوية والصرفية واشتقاقاتها وثراء مفرداتها وتراثها الثقافي وتنوع لهجاتها، فقد أثبتت قدرتها على التكيف مع التطوّر التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، “ويفترض الحرص تطوير أدوات المعالجة الآلية للنصوص العربية، دعم المنصات الرقمية بالمحتوى الفصيح، تطوير العربية في مختلف المجالات، مع إعلام عربي يرتقي بالفصحى كلغة معاصرة، وتزويد مناهج التعليم بآليات حديثة خدمة للفصحى، مع البحث العلمي وتحديث القواميس الرقمية، وحوسبة العربية”، وأضاف أن اللغة تتطور إذا اهتم بها قومها، ونهضوا بها بين اللغات الحية، فإنهم يتطورون بتطورها”..
وأوضح عمير أن الجزائر المستقلة عملت على تعريب التعليم تدريجيا وأنشأت مؤسسات رسمية تخدم اللغة العربية منها: المجلس الأعلى للغة العربية، وهو هيأة استشاريّة لدى رئيس الجمهوريّة يعمل على حماية اللغة العربية وتعزيز مكانتها بين اللغات وتطويرها لضمان حضورها في العالم الرقمي، وكذا المجمع الجزائري للغة العربية لتطويرها وإثرائها بمفاهيم ومصطلحات جديدة، كما تعمل الجزائر على استخدام اللغة العربية في التعليم بمختلف أطواره وفي البحث العلمي والإعلام السمعي البصري؛ وقد نص الدّستور أن من مهام المجلس الأعلى للغة العربية “العمل على ازدهار اللّغة العربيّة وتعميم استعمالها في العلوم والتكنولوجية والتّرجمة”.





