مثّلت جريدةُ “الشعب” الصادرة في الجزائر قبل 63 عامًا محطةً فارقةً في تاريخ الإعلام العربي الملتزم بقضايا الأمة، وخلقت بيئةً حصينة للدفاع عن مسيرة “الشعب” الجزائري وتضحياته أمام الاحتلال لنيل الحرية، وتشغيل الحياة على إرادة الشعب الجزائري العريق.
كانت الكلمةُ الطائرَ العالي في سماء الحرية، كما ريشةُ الرسام؛ قوسَ قزحٍ أمام الأجيال الوارثة والمتوارثة. فنهضت الشعب كأول جريدةٍ تدافع عن فلسطين، الوطنِ المحتل، فأصدرت ملحقًا كاملاً عن فلسطين عام 2009 تحت قنطرةٍ عالية باسم “”الشعب المقدسي” تيمنًا بالقدس، المدينةِ والعاصمة، وابنةِ البراق، وجناحَيْ السماء في التراب المقدس.
ولم تكن جريدةُ “الشعب” الجزائرية متأخرةً عن دورها كناطقٍ إعلامي باسم أوجاع الناس وهمومهم، بل كانت سبّاقةً للذود عن المرأة وحقوقها، وعن الطفل وحقوقه، وعن كبار السن ورعايتهم، وعن الشباب عمادِ المستقبل وقضاياهم. وحفظت ـ وما تزال ـ أمنياتِ الأجيال المديدة في حالة وفاءٍ منقطعة النظير. ولأنها الجريدةُ المُطلّة من ضميرٍ عروبيٍّ حي، استقبلها أحرارُ العالم، وحفظوا لها دورها، وخاصة فلسطين التي ناضلت – وتناضل – من أجل حريتها، وكشف اللثام عن معذّبي الأسرة داخل السجون الصهيونية. كما جذبت تعاطفًا كثيفًا لصالح القضية الفلسطينية، واستوعبت الأقلامَ الفلسطينية التي عبّرت عن نضال شعبنا وثباته حتى نيل حريته. وجريدةُ “الشعب” من أوائل – إن لم تكن أوّل – جريدة عربية تصدر ملحقًا عن الأسرى الفلسطينيين تحت عنوان “ملحق صوت الأسير”. وهنا نذكرُ مديرَها العام المغفورَ له بإذن الله عزّ الدين بوكردس الذي وظّف جهده، وواصل من خلال أسرة تحرير الجريدة التزامه الأخلاقي والإنساني والعروبي نصرةً للقضية الفلسطينية.
في هذه المناسبة الغرّاء الطيبة نبارك لأسرة تحرير جريدة “الشعب” الجزائرية ذكرى تأسيسها وشروقها في عالمنا العربي، كفارسٍ ثائرٍ مُحق في الدفاع عن الأمة وقضاياها. وللأشقاء قرّاء الجريدة ومريديها كلُّ التقدير والاحترام على رقيّهم وصدق انتمائهم في مواكبة أخبار “الشعب” من خلال أمناء الكلمة الهادفة.
وكل عام وأنتم بخير





