الجزائر «قاطرة تكنولوجية».. تسليح نوعي وشراكات استراتيجية مستدامة
مصانع وورشــات عصريــة للتسليــح النوعـي..وتنويــع ودمــج فــي الذكــاء الاصطناعـي
يؤكد الخبير الأمني والإستراتيجي، الدكتور عمار سيغة، أن الصناعة العسكرية الجزائرية في عهد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، صارت نموذجا فريدا في الإقليم، انتقلت من مراحل ومسارات التمكين اللوجيستيكي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وامتلاك التكنولوجيا الحديثة، إلى بلورة عقيدة صناعية عسكرية جزائرية رائدة وفق الإستراتيجية الواقعية وتطوراتها في العالم.
أوضح الدكتور عمار سيغة، في تصريح خصّ به «الشعب»، أن الصناعة العسكرية الجزائرية تحوّلت من إستراتيجية التصنيع الخفيف إلى التمكين والتحكم في التكنولوجيا، ووضع لبنة أساسية من مصانع وورشات حربية عصرية للتسليح النوعي، وصولا إلى التنويع والدمج في الذكاء الاصطناعي.
وأبرز سيغة أن الجزائر بدأت فعليا تتحكم في التكنولوجيا العسكرية عبر شراكات جادة ونسق استراتيجي طويل المدى، إدراكا منها بأهمية وفعالية التعاون المثمر الناتج عن عامل الموثوقية الذي تحظى به في العالم، حيث لم تعد فقط تقتني وتستورد، بل وضعت شروطها للتوطين المحلي لمختلف الصناعات العسكرية والتجميع، ورسّخت علاقتها الأمنية مع روسيا، ووسّعت دائرة الشراكات لتشمل الشريك الألماني عبر إنتاج الشاحنات والعربات المدرعة من علامة «مرسيدس بانز» مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة، مرورا إلى إنتاج أنظمة الرادار والاتصالات والتشويش، ثمّ الانتقال إلى الصناعة البحرية وبناء السفن والفرقاطات الحديثة.
كما عرفت الصناعة العسكرية الجزائرية، في السنوات الأخيرة، نقلة نوعية في جانب البحث والتطوير، من خلال إنشاء مراكز بحث عسكرية متخصصة، وتطوير منظومة المسيرات والدرونات وفق الآليات الذكية التي أصبحت اليوم ضمن أولويات الجيوش، بحسب قوله.
وبخصوص تحقيق الاكتفاء الذاتي، اعتبره صيغة، الرهان الأكبر للسلطات العليا في البلاد، التي تعمل بسياسة اقتصادية تقوم على خفض فاتورة الاستيراد، وتوطين الصناعات في شتى القطاعات داخل الجمهورية في عهد الرئيس تبون، مشيرا أن الميزانية الخاصة بوزارة الدفاع الوطني رسمت لها إستراتيجية تسيير وتصنيع محكمة لخفض الواردات التسليحية من الخارج، وتبني رؤية صناعية وطنية مستديمة، بالتوازي مع إعادة إحياء العديد من المصانع مثل مصانع تصنيع السيارات والشاحنات والحافلات في مجالات أخرى غير عسكرية، مع الدمج بين المنظومة التكنولوجية والميكانيكية والتوجه نحو التصدير.
وقد أظهر معرض الإنتاج الجزائري في طبعته الـ33، بمشاركة وحدات التصنيع للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، جودة في المنتوج العسكري الصناعي، وكفاءة في التحكم بالتكنولوجيا، ما يؤكد تحول الصناعات العسكرية الجزائرية نحو الريادة الإفريقية والإقليمية، يذكر الخبير ذاته.
وطوّرت الجزائر قدرات الرصد الردارية والمراقبة البرية والجوية عالية التقنية لحماية حدود شاسعة تفوق 6 آلاف كلم، مع التركيز على تنمية العمق الإفريقي باعتباره المجال الحيوي للأمن القومي الجزائري، وفقا له.
وقال محدثنا إن الجزائر لم تعد مجرد «ورشة إنتاج»، وإنما أصبحت «قاطرة تكنولوجية» تخدم الاقتصاد الوطني وتعزز من استقلالية القرار السياسي والسيادي ، يضيف الخبير الأمني والإستراتيجي، الدكتور عمار سيغة.
للإشارة، قام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بزيارة عدة أجنحة بمعرض الإنتاج الجزائري بعد إشرافه على
تدشين طبعته الـ33، بقصر المعارض الصنوبر البحري، ومن بينها جناح وزارة الدفاع الوطني، أين استمع إلى شروحات وافية حول آخر ما وصلت إليه الصناعات العسكرية، لاسيما في مجال صناعة العربات القتالية ومنظومات الأسلحة والطائرات بدون طيار. وقد ثمّن رئيس الجمهورية المستوى العالي الذي بلغته الصناعات العسكرية، خاصة من حيث معدل الإدماج الوطني والاعتماد على مدخلات محلية.







