قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إنّها واجهت خلال أكثر من عامين حملة تضليل إعلامي منسقة بهدف تفكيكها، وإنّ هذه الحملة بلغت “مستويات غير مسبوقة”.
جاء التأكيد بتدوينة للوكالة على منصة شركة “إكس” الأمريكية، مساء الأحد، ذكرت فيها أنّ “إحدى الخرافات الشائعة في سياق التضليل الإعلامي تفيد بأن الأونروا تُبقي لاجئي فلسطين في حالة لجوء دائمة”.
وفي تفنيدها لذلك، أوضحت الأونروا أنّ “اللاجئين، أينما كانوا، يبقون لاجئين في غياب حلول سياسية عادلة ودائمة لمحنتهم”.
وأكّدت الوكالة الأممية على أنّ “تفكيكها (الأونروا) لن يُنهي صفة اللجوء عن الفلسطينيين في ظل غياب حل سياسي”.
وحذّرت من أنّ الجهة التي ستدفع الثمن إزاء ذلك “هم هؤلاء الأكثر فقرا بين لاجئي فلسطين، أولئك الذين يعيشون في المخيمات ولا بديل لديهم عن الأونروا للحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية”.
صفة اللاّجئ تزعج الاحتلال
وتابعت: “سيؤدّي نشر التضليل الإعلامي إلى تشتيت الانتباه وإلحاق ضرر حقيقي بإحدى أكثر الفئات ضعفا في الشرق الأوسط”.
وأشارت إلى أنّ البديل الحقيقي للاجئين، هو “استثمار حقيقي في السلام وفي مؤسسات فلسطينية مستقبلية مُمكّنة ومؤهلة”.
وفي العام 1949 تأسّست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وخلال عامي الإبادة الجماعية التي شنتها القوات الصهيونية على قطاع غزة، تعرّضت الأونروا لحملة تضييق صهيونية واسعة، واتهمتها سلطات الاحتلال في بداية الحرب بدعم هجمات ضدها وتوظيف مسلحين لديها، وهو ما نفته الوكالة الأممية.
كما استهدف الجيش الصهيوني، خلال العامين الماضيين، عددا من المقرات والمنشآت التابعة للأونروا في قطاع غزة من بينها مدارس ومرافق صحية تحولت لمراكز إيواء.
وفي العام 2024 أقرّ الكنيست الصهيوني تشريعا يحظر عمل الأونروا، فيما أخطرت سلطات الاحتلال لأمم المتحدة رسميا بإلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقاتها مع الوكالة منذ عام 1967.
وعقب ذلك، كثّف الكيان الصّهيوني من استهدافه لمقر الأونروا الرئيسي في القدس الشرقية، حيث اقتحمه جيشه قبل أسبوعين بالقوة، واستولى على الممتلكات وبدّل علم الأمم المتحدة بالعلم الصهيوني، وفق معطيات الأونروا.
كما منعت قوات الاحتلال وعرقلت أنشطة الأونروا في قطاع غزة، وقيّدت وصول المساعدات الإنسانية الخاصة بها إلى داخل القطاع.
وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، تحت وطأة تداعيات حرب الإبادة وما خلّفته من تداعيات إنسانية خطيرة.


