اختتمت أمس فعاليات الطبعة الثانية من تظاهرة أيام أدرار الإبداعية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد المرحوم هاشمي قويدر، بعد أن استقطبت أسماء بارزة في الأدب والرواية والنقد، أثروا بمداخلاتهم النقدية والأدبية جلسات النقاش، ما أعطى للتظاهرة نكهة فنية أدبية مميّزة ونادرة.
أشار المتدخّلون إلى أنّ هذه المبادرات الفكرية تشكّل محطة واعدة يجتمع فيها الفكر بالإبداع والكلمة بالمسؤولية، في فضاء يكرس قيم المعرفة ويعزّز مكانة الأدب بوصفه أحد أهم روافد الهوية الوطنية، وإيمانا بالدور الذي يضطلع به الأدب في تنمية الوعي الجمعي، وترسيخ قيم الحوار والانفتاح وتعزيز الروابط الثقافية بين المبدعين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي، وإبراز الطاقات الإبداعية التي تزخر بها الساحة الأدبية.
وفي هذا الجانب، قدّم نخبة من النقاد والأدباء والكتاب والأساتذة مداخلات نقدية لجملة من الأعمال الروائية السردية التي تناولت في مضامينها الفضاء الصحراوي الجزائري والإفريقي، على غرار روايات “الطانفا” للروائي حاج أحمد الصديق و«هاوية المرأة المتوحشة” للروائي عبد الكريم ينينة و«عربي في بلاد العجم” للروائي عبد الله كروم.
كما تضمّنت هذه الفعالية التي دامت ثلاثة أيام (27-29 ديسمبر) تنظيم ورشة تكوينية حول الكتابة السردية أطّرها فيصل الأحمر حضرها ثلة من الشباب والطلبة الجامعيين المهتمين بالإبداع الروائي وماستر كلاص حول الكتابة المسرحية، إلى جانب إقامة حفل تكريمي لتتويج الفائزين في مسابقة الكتابة الدرامية التي نظّمها نادي الإبداع الأدبي بأدرار.
وفي السياق ذاته، برمجت مداخلات لقراءات نقدية حول بعض الأعمال السردية، على غرار روايات “عيشتو” للكاتب عبد القادر بن جعفري و«وسكتت قصور الطين عن الكلام المباح” للكاتب عبد القادر مجبري و«بنات نجوى” للكاتب صدوق عبد الغاني و«رمال متحركة” للكاتبة عائشة بويبة، و«مشاعر للتبني” للكاتبة سعيدة اعريبي و«أنفاس من رماد” لمحمد الأمين كينه ونص مسرحية “سيو” للكاتب كوكي شعيب.
وأقيمت خلال هذه الفعالية التي نظّمها نادي الإبداع الأدبي تحت إشراف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ودار الثقافة لولاية أدرار، جلسة نقاش مفتوحة بحضور النقاد والأدباء والمشاركين حول “المبادرات الثقافية الأدبية في أدرار” و«الكتابة السردية لماذا نقرأ ونكتب” و«تحديات الكتابة السردية مع صعود الذكاء الاصطناعي”، والتي تشكّل فرصة للمتربصين قصد تنمية معارفهم في مجال الكتابة السردية، حسبما أشار إليه المنظمون.
كما شهدت مراسم افتتاح أشغال هذه التظاهرة إسداء تكريم شرفي للأستاذ الشاعر الباحث ميلود حكيمي، نظير إسهاماته الأدبية في إثراء المشهد الثقافي الجزائري، من خلال عديد الأعمال الشعرية التي أبدع فيها في مجال الشعر والترجمة الأدبية ودراساته الانتروبولوجية، بالإضافة إلى تنظيم معرض للكتاب خاص ببعض الإصدارات الأدبية.




