كشف نشطاء لجنة مكافح كوفيد 19 ،بقصر البخاري بالمدية، ما قام به المتطوعون، في مجال صناعة وسائل الوقاية الصحية ، عبر انخراطهم في عملية محاربة هذا الوباء منذ الوهلة الأولى بكل ما اتيوا من معارف لتوفير القناع الواقي للوجه ، والسترات، لفائدة عمال المؤسسة العمومية للصحة الجوارية، الأطباء الخواص، أفراد كل من فرقة الدرك الوطني ، وامن الدائرة رافعين في عز هذه الأزمة الصحية شعارا ،بعنوان « الأزمة تلد الهمة» بإنتاجها محليا بسواعدهم ، مستغلين و محولين ورشة للنجارة تابعة للحرفي « مسدورة بن حوى» إلى مختبر للتجريب .
وصرح لنا اسماعيل لوكاد احد نشطاء هذه اللجنة ، بأن هذ الحرفي النجار بحي الزبرة، بمعية بعض الشباب المتطوعين، وايمانا منهم بأنه « بالعلم ترفع الهمم… ويرد الجميل للوطن « بادروا بإجراء بحوث في العالم الأزرق، فتم الوصول إلى تطبيقات عملية حول كيفية صناعة هذا القناع الواقي في اسرع وقت ممكن ، و بعد تجارب باستعمال المواد الأولية المحدودة المتمثلة في» الفوركس» تم وضع عدة تصاميم بيانية ذات صلة ، متوجين هبتهم بصناعة أول قناع واقي محلي باستخدام « الة رقمية « عبرها يتم التحكم في قطر حامل القناع على مستوى رأس الإنسان .
وكشف لوكاد، بأنه ولأجل الوفاء بحاجيات الرجال الذين اضطروا لمجابهة هذا المرض الخطير من أطباء وممرضين وعمال بمستشفى قصر البخاري في بداية الأمر ، تم استخدام المواد المتوفرة القليلة ، وبعد اتصالهم باحدى الصيدليات الخاصة لصاحبها « لتروس بشير « بإقليم الدائرة ، أبدى صاحبها دعما مطلقا لهذا المشروع الخيري بكل طواعية، رغبة ملحةمنه في مرافقة هذه الهبة الشبانية ذات المنفعة العامة ، مقترحا عليهم تسخير سيارته و إمكانيات مالية لاقتناء المواد الاولية من لدن ولايتي البليدة والعاصمة، وهو ما ساعد في صناعة أول حصة من القناع الواقي بحوالي 60 وحدة لفائدة المؤسسة العمومية الاستشفائية بقصر البخاري بأموالهم الخاصة الزهيدة ومساعدة بعض التجار ، إلى أن وصل اجمالي ذلك بنحو 200 قناع واقي مطابق للنموذج المتداول و المسوق ، ليتم تسليم حصص منه إلى مستشفيات الولاية الستة .
وعن الصعوبات التي اعترضت نشاط هؤلاء الشباب ، قال أحد المشاركين في تجسيد هذه المبادرة الابداعية ، ان عزيمة شباب هذه البلدية النابعة من قناعاتهم الشخصية، تحدت كل الصعوبات الميدانية ، حيث تمكنوا من ذلك بسهولة كبيرة إلى حد تطويره بشكل تنافسي ، كما تبددت كل العراقيل بالنسبة لهم،عند مقارنة قناعهم الواقي بذلك المصنوع في دولة الصين ،إذ تم التأكد بأن ما أنتجته أناملهم بدقة هو طبق للأصل لما يصنع في العالم المعروف بالثورة التكنولوجية، مشيرا ذات المتدخل، بأنه في الوقت الذي كلل مجهودنا بالمساهمة في مرافقة مجهود الدولة في توفير بعض وسائل الوقاية للعاملين في الصفوف الأولى في مجال الخطر، وجدنا أنفسنا اليوم عاجزين على توفير المادة الأولية البلاستيكية « الفوركس» للاستمرار في هذه الهبة التطوعية ، مشيرا في هذا الصدد الى أنه في المقابل قام هؤلاء الشباب جنود الخفاء « بعدة مبادرات خيرية ، من بينها عملية انتاج 60 سترة مخصصة للاطباء و الممرضين والعمال و سيتم الشروع في صناع 100 سترة قريبا.
