شدد المجاهد والمؤرخ، جمال ڤنان، على تحري الموضوعية والحقيقة في كتابة تاريخ الجزائر،  ودعا إلى إبراز القيمة المعنوية للثورة التحريرية ونضال الشعب الجزائري، معتبرا الخلافات بين رفقاء الكفاح سلبيات فردية لم تؤثر في مسار السعي نحو الاستقلال.

قال قنان، أمس، أن التعاطي مع تاريخ الثورة التحريرية شابه الكثير من المغالطات ومحاولات التشويه، وأضاف لدى تكريمه من قبل جمعية مشعل الشهيد بيومية «المجاهد»، أن حقائق إستراتيجية أهملت ولم يرد ذكرها في مختلف الكتابات التاريخية.
وأوضح أنه من موقع من كانوا فاعلين في الميدان، يرى أن الدور الذي لعبته تونس كقاعدة تحمي الثورة من الطعن في الظهر، لم تحظ بنصيبها من التأريخ، “فقد اعتبر قادة الكفاح الثوري، المشرق العربي امتدادا طبيعيا للثورة، وتم تأمين تونس للوصول إلى المنطقة”.
وطالب المؤرخين الجزائريين، بالتحلي بالصدق والموضوعية في كتابة التاريخ، وقال “المؤرخ لا يجب أن يكون حكما أو قاضيا على الوقائع وإنما ينقلها كماهي، وللقارئ الاستنتاج والحكم” مضيفا أن كتاب التاريخ أمام مسؤولية كبرى وملزمون بقول الوقائع والأحداث دون إقصاء أو تقريب طرف على حساب آخر.
واعتبر المجاهد والأستاذ جمال قنان، أن هناك محاولات تشويه للحقائق ومغالطات لا تخدم الثورة وقيمها ومبادئها ولا الأجيال الحالية، “فالشعب الجزائري دفع ثمنا غاليا لاستعادة سيادتها وشرع سنة 1962 في بناء دولته”، وأكد وجود أشياء وقعت أثناء الثورة لا تصلح لذاكرة المجتمع الجزائري معتبرا أنها سلبيات فردية لم تعرقل أبدا من مسيرة التحرر حيث تحقق الهدف الأسمى لاندلاع الكفاح المسلح المتمثل في استرجاع السيادة وطرد الاستعمار الفرنسي.
وطالب المؤرخ جمال قنان، بضرورة استعادة الأرشيف من فرنسا، كذاك المتعلق بتاريخ الأمير عبد القادر، وأرشيف الأحزاب السياسية الجزائرية وخاصة الأرشيف الدبلوماسي للدولة الجزائرية قبل الاحتلال، والذي تعرض للدمار والتخريب، مشيرا إلى أن الجزائر كانت دولة قائمة الأركان ومركزية أكثر من فرنسا توجهت نحو نظام جمهوري ولم ترغب في أن تكون مملكة وراثية.