تهجم مؤخرا أحد قدماء إطارات سونطراك في رسالة نشرتها عبر الأنترنت يومية أجنبية وتناقلتها بعض الصحف الجزائرية، موقف لا يثير الدهشة في ظرف كهذا عمّت فيه الفوضى الهدّامة معظم البلدان العربية والذي  تستغل فيه كل الوسائل لضرب استقرار بلادنا. فالرسالة عبارة عن تهجم لفظي لإنسان كأنه في حالة غضب ويكاد غليانه أن يؤدي به إلى الكفر، بل وقد كفر فعلا عند ذكره للخالق رب العالمين.
الرسالة خلت من أية براهين أو إثباتات وجاءت في شكل كلام مرسل وكأنه  كلام مقاهي وقد مسّ أعلى هيئات الدولة.
وهنا نتسائل هل اصطف المتهجم إلى جانب من يريدون زعزعة الجزائر بزرع الشك بين أبنائها والتحريض على نزع الثقة من مسؤولي مؤسساتها.
أم أن ما لم  تستطع تحقيقه هجمات المرتزقة توظف له أقلام إرهابية؟
ما حدث لبعض البلدان العربية وما يحدث في سوريا الآن يثبت ذلك والكل يعلم أن بروز وسائل الإعلام الحديثة الإلكترونية والفضائية لكفيل بإثبات أنها أصبحت سلاحا ناجعا في قلب الأوضاع وترديها وبتهجمه على أول مسؤول في البلاد، يعلم بأنه يمس بالركائز الأساسية للدولة؟!
وهل أدرك عند مهاجمته لأول مسؤول أمني أن الجزائرتجنبت كارثة حقيقية بالتدخل السريع للقوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي.
ربما لا يعلم كاتب المقال أن  صاحب الوسيلة الإعلامية التي نشر فيها رسالته كان متهما في سنوات مضت بالتعامل مع وكالة مخابراتية أجنبية الشيء الذي دفع أجهزة بلاده إلى وضع هواتفه تحت التصنت.
يبدو جليا أنه بواسطة هذه الرسالة المفتوحة يريد كاتبها ضرب أعلى هرم للدولة والجيش معا في المخيلة الجماعية للشعب.
من منا لا يحب العدالة ولا يثور ضد الرشوة؟ لكن لا يجب خلط الأمور وعلينا التفريق بين الأهم والمهم خاصة عندما يتعلق الأمر بسيادة الوطن.
فلا نترك بلادنا تدفع ثمن تهورنا، ولنثق في رموزنا وفي عيون الجزائر الساهرة على أمننا.
وأمام ما تفرزه الأوضاع الآنية، نقتنع أكثر من أي وقت مضى أن تأميم المحروقات له حقيقة أكثر من دلالة.