احتضن مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر ـ حصن 23، أمسية أدبية وشعرية مميزة، جاءت في إطار برامجه الثقافية والفنية الهادفة إلى تعزيز الوعي الثقافي، وترسيخ دور الإبداع الأدبي والفني في مواكبة قضايا الشعوب العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بما تحمله من أبعاد إنسانية وتاريخية راسخة.
شهدت الأمسية حضور الشاعر الفلسطيني منير الصعبي والكاتب الجزائري أكلي أوارد، في لقاء إبداعي جمع بين الكلمة الشعرية والنص الأدبي، رافقته أنغام موسيقية جزائرية وشرقية على آلة العود، أضفت على الفضاء الثقافي أجواء وجدانية عميقة، عكست حجم التفاعل الفني مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته وكرامته.
وخلال القراءات الشّعرية والنصوص الأدبية المقدّمة، عبّر الشاعر الفلسطيني منير الصعبي عن معاناة شعبه تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، مستحضرا صور الأرض والإنسان والذاكرة، في نصوص مشحونة بالدلالات الرمزية والإنسانية، جسّدت الألم والأمل في آن واحد.
كما قدّم الكاتب المهندس أكلي أوارد مداخلة حول كتابه الذي يحمل عنوان “من لندن إلى القدس..الرّعب الموعود” الصادر عن دار النشر “القصبة”، حيث وثق فيه تجربته الشخصية أثناء عمله لصالح البنك الدولي في فلسطين عام 1999، وتكشف سطوره قسوة الاحتلال الصهيوني وتفاصيل السياسات الصهيونية، من خلال سرد مشوق ومؤثر يمزج بين الواقع والتاريخ.
ومن جهته قرأ آكلي اوراد قصيدة باللغة الفرنسية عن “غزة” تحدّث فيها عن كابوس الاحتلال الذي سيجر أذيال خيبته يوما ما لأنه تورط مع شعب لا يعرف الاستسلام. ورافقت هذه القراءات فواصل موسيقية على آلة العود عزفها الشيخ جمال، عزّزت البعد الجمالي للأمسية وأسهمت في تعميق الإحساس بالمضامين المطروحة، حيث بدا التماهي واضحا بين الصوت والكلمة والنغمة، في مشهد ثقافي متكامل يعكس قدرة الفعل الفني على إيصال الرسائل الإنسانية بلغة راقية ومؤثّرة.




