“الشعـب” رافقـت أعـوان الحمايـة المدنيـة في جولة تفتيشية بمدينـة القالة

حرّاس الشّواطئ..عيون ساهرة على الأمان

موفدة “الشعب” إلى القالة: آسيا مني

الرّائـد برناوي: المديريـة العامة جنّدت أكثر من 10 آلاف عون لحماية المصطافـين

 استراتيجيـة عصريـة لتحقق الأمن والسّلامة خـلال موسم الاصطياف

ترتفع الحرارة صيفا وتزداد فيه حركة المصطافين نحو الشواطئ، فتتضاعف مسؤوليات رجال الحماية المدنية الذين يضطلعون بمهام نبيلة وشاقّة لحماية المصطافين وتأمينهم من أي ظرف صعب قد يتعرّضون إليه. “الشعب” رافقت أعوان الحماية المدنية في جولة تفتيشية بمدينة القالة، للوقوف على مجهوداتهم الميدانية، والتعرف على استراتيجية التأمين المتبعة خلال موسم الاصطياف.



 يقوم رجال الحماية المدنية بمهام شاقة لضمان سلامة مرتادي الشواطئ من مختلف الأخطار، خاصة عند رفع الراية الحمراء التي تعلن منع السباحة بسبب خطورتها. غير أنّ بعض المصطافين يصرون على المجازفة، ما يستدعي تدخلات عاجلة للحيلولة دون وقوع أي كارثة. هنا تدوّي صفارة الإنذار معلنة عن حالة الطوارئ وبداية المهمة الصعبة في إنقاذ مغامرين يجدون “متعة” في تحدى الطبيعة، والمخاطرة بالسباحة ضد التيارات القوية المعاكسة، والأمواج العاتية.
مع إطلاق صفارة الإنذار، يتوجّه الغطّاسون سريعا صوب الأمواج العاتية، في ظروف تبدو مستحيلة وخطرة، غير أن حب العمل والتحلي بروح المهنية العالية، يجعلهم يقبلون على اقتحام أمواج البحر الغاضب، والمجازفة بأرواحهم لإنقاذ من يطلبون النجدة.
وكشف نائب مدير الاحصائيات والإعلام، الرائد نسيم برناوي، أنه منذ انطلاق موسم الاصطياف في الفاتح من جوان، سجّل جهاز الحماية المدنية 24,187 تدخلًا، تمّ خلالها إنقاذ 16,593 غريقًا، وتقديم الإسعافات لـ 6,079 شخصًا، منهم 1,440 تم تحويلهم إلى المراكز الصحية.
75 حالة وفاة منذ الفاتح جوان
وسجّلت مصالح الحماية المدنية، وفق تصريحات برناوي، 75 حالة وفاة، 36 منهم بشواطئ ممنوعة، و35 بشواطئ مسموحة خارج أوقات الحراسة، (19 خارج أوقات الحراسة، فيما لقي 05 آخرون حتفهم أثناء إعلان سباحة ممنوعة برفع الراية حمراء، وتوفي 06 آخرون بسبب سباحة خطيرة أثناء رفع الراية برتقالية، بينما توفي 05 أشخاص خلال السباحة المسموحة، لكن خارج أوقات السباحة).
استراتيجية عصرية لضمان أمن المصطافين
تتبنّى المديرية العامة للحماية المدنية - يقول الرائد برناوي - استراتيجية عصرية ترمي إلى تحقيق الأمن والسلامة خلال موسم الاصطياف، عن طريق ضمان التغطية العملية لمختلف الولايات الساحلية، حيث تكون متمركزة على مستوى الشواطئ المسموحة للسباحة من قبل السلطات المحلية، وفق إجراءات وقائية وأخرى تحسيسية، مع تعزيز الحراسة لضمان التدخل الفوري بتجنيد إمكانات بشرية ومادية هامة.
تجنّد لحماية المصطافين
وقال الرّائد برناوي إنّ “عناصر الجهاز حاضرون على مستوى كل الشواطئ المسموحة، حيث تمّ تجنيد كافة الإمكانات المادية والبشرية، وقد فاق تعدادهم البشري هذه السنة 10 آلاف، وقد وضع مختلف العتاد البشري والمادي من أجل ضمان أمن وسلامة المصطافين، إذ تمّ تسخير 74 قاربًا مطاطيًا، و55 قاربًا شبه صلب، و4 قوارب صلبة، إضافة إلى 73 سيارة إسعاف و43 سيارة اتصال، لضمان تغطية فعالة على امتداد الشواطئ المسموحة.
ويرافق العملية التأمينية عمليات تحسيسية لتوعية المواطنين من أخطار البحر لتجنب الحوادث المؤلمة التي سجلتها بعض الولايات الساحلية، بسبب عدم التقيد بتعليمات رجال الحراسة في حالة تسجيل خطوة السباحة، أو المجازفة أيضا بالسباحة خارج أوقات الحراسة.
وقد عملت المديرية العامة في إطار تأمين الشواطئ على تجنيد أكثر من 10 آلاف عون من بينهم ضباط وأطباء، غطاسين محترفين ومراقبين موسميين، مسجلة هذه السنة زيادة في عدد الأفراد والوسائل المادية المجندة مقارنة بالسنوات الماضية بالنظر إلى ارتفاع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة.
وتعمد المديرية العامة للحماية المدنية إلى توظيف الأعوان الموسميّين، حيث يتم إخضاعهم قبل التوظيف إلى تكوين خاص، من خلال تأطيرهم من طرف مختصين من إطارات الحماية من أجل ضمان نجاعة تدخلاتهم وضمان سلامتهم أيضا، مؤكّدين عليهم عملية إتباع التعليمات والتقنيات الاحترافية التي تمكّنهم من إنقاذ الغريق وتمنع تعرض حياتهم للخطر.
الحيطة والحذر ضروريان
بعد الحصيلة الثقيلة التي سجلتها مصالح الحماية المدنية ولضمان الحماية المثلى للمصطافين وتجنيبهم خطر الغرق، دعا الرائد برناوي إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر، وعدم السباحة في الأودية والبرك والسدود، وتفادي خطر السباحة في الشواطئ الممنوعة، وخارج أوقات الحراسة، وكذا عند إعلان حراس الشواطئ لخطورة السباحة أثناء رفع الراية الحمراء، باعتبار أن معظم حالات الغرق المسجلة منذ بداية إعلان الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، تمت على مستوى الشواطئ الممنوعة من السباحة أو خارج أوقات الحراسة وأثناء السباحة الخطرة، معتبرا أن وعي المواطن سيساهم لا محالة في الحد من حوادث السباحة.
ودعا برناوي إلى ضرورة تفادي المجازفة والسباحة في الأماكن الخطرة، على غرار المجمّعات المائية التي لديها طبيعة صعبة، على غرار المناطق الصخرية، وكذا على مستوى السدود والتجمعات المائية.
وفي هذا الشق، كشف برناوي عن تسجيل 37 حالة وفاة في المجمعات المائية، 14 في البرك المائية 07 حالات وفاة في المسابح وبأحواض السقي، فيما تمّ تسجيل 08 حالات وفاة و03 في المجمعات المائية 04 السدود وحالة وفاة واحدة بالأودية، وذلك منذ الفاتح جوان تاريخ الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف.
المراقبة المستمرّة
 وعن المهام التي يضطلع بها رجال الحماية خلال موسم الاصطياف على مستوى الشواطئ، قال برناوي إنه عمل هام يتم التحضير له مسبقا، من أجل ضمان حماية مرتادي الشواطئ من المخاطر المختلفة، وتوفير الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ، والتدخل لإنقاذ الأشخاص المعرضين للخطر، والتوعية بأهمية السلامة في المسطحات المائية.
وتتضمّن هذه المهمة مراقبة الشواطئ وتوفير الإشارات التحذيرية، وتنظيم حركة السباحة، ومنع المخاطر المحتملة مثل التيارات المائية القوية أو الأمواج العالية، تقديم الإسعافات الأولية للمصابين في حالات الغرق أو الحوادث الأخرى، ونقلهم إلى المرافق الصحية عند الضرورة، التدخل السريع لإنقاذ الأشخاص الذين يتعرضون لخطر الغرق أو أي حادث آخر يتطلّب تدخلًا فوريًا، كما يقوم رجال الحماية بتوعية مرتادي الشواطئ بمخاطر البحر وكيفية تجنبها، وتقديم الإرشادات اللازمة للسباحة الآمنة.
ويضمن رجال الحماية المراقبة المستمرة للشواطئ، والتأكد من سلامة المرافق والبنية التحتية، وإجراء الصيانة اللازمة عند الحاجة، للعمل على مكافحة التلوث البيئي في الشواطئ والحفاظ على نظافتها، وتقوم بذلك بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة مثل السلطات المحلية وشرطة الحدود لضمان سلامة الشواطئ.
ويتم الاستعداد لموسم الصيف، من خلال تجهيز الشواطئ بالكوادر والمعدات اللازمة لضمان سلامة المصطافين، ويسبق موسم الاصطياف تنظيم دورات تدريبية لفرق الإنقاذ على أحدث التقنيات في مجال الإنقاذ والإسعاف، وتوعية الجمهور حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ.
وجدّد برناوي التأكيد على أن عناصر الجهاز حاضرون على مستوى كل الشواطئ المسموحة، حيث تمّ وضع مختلف العتاد البشري والمادي من أجل ضمان أمن وسلامة المصطافين.
وقال برناوي: “المديرية العامة للحماية المدنية تعمل على الرفع المستمر لمستوى الأداء المهني، وجعل الهدف الأسمى تطوير القدرات وتوجيها لخدمة المجتمع وحمايته من مختلف الأخطار، على غرار مخاطر السباحة سواء في البحر أو البرك والسدود والمجمعات المائية.
في هذا الصدد، تحدّث برناوي عن مخطط اتصال وطني وهو مخطط استباقي ووقائي يتم الاعتماد عليه لمجابهة مختلف الأخطار التي عادة ما يتم تسجيلها خلال الصائفة، إذ يتم تنظيم لقاءات جهوية ووطنية، لقياس مدى نجاعة الإجراءات والإمكانيات المسخرة، وتحديد النقائص من أجل اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من خلال اعتماد نظام الرقمنة، وإطلاق منصات رقمية عبر وحدات الحماية المدنية لتسهيل تسيير وتوفير المعلومات، واتخاذ القرارات المناسبة في الحين.
وتساهم هذه التقنيات العصرية - يقول برناوي - في جمع وتوحيد المعلومات بشكل آني، واتخاذ التدابير والإجراءات في وقت وجيز يضمن التدخل الناجع لعناصر الحماية المدنية في مختلف الحالات بما فيها تدخلاتهم على مستوى الشواطئ التي تعرف تمركزا لرجال الحماية المدنية.
القالة..مدينة المرجان السّاحرة
في أثناء الجولة الاستطلاعية التي رافقت من خلالها الزيارة التفتيشية للمديرية العامة للحماية المدنية لمختلف الشواطئ، كانت لـ “الشعب”  فرصة الوقوف عند أجمل الشواطئ التي تزخر بها الجزائر عبر مدنها الساحلية، ومنها القالة، مدينة المرجان الساحرة التي تتميّز بشواطئ خلابة ومناظر بحرية آسرة، تجمع بين زرقة البحر الصافية وخضرة الجبال الشامخة، وتحتضن آثارًا رومانية عريقة تضفي عليها طابعًا حضاريًا فريدًا يعكس عمق تاريخ الجزائر. هذا ما يكتشف السائح في شاطئ بوفركانة، شاطئ المالح، شاطئ المرجان، لعوينات، موسيدة، وغيرها من الشواطئ الأكثر جذبا للسياح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025
العدد 19828

العدد 19828

الإثنين 21 جويلية 2025
العدد 19827

العدد 19827

الأحد 20 جويلية 2025
العدد 19826

العدد 19826

السبت 19 جويلية 2025