تضمّنها العدد الأول لمجلة «الشعب الاقتصادي»

التّحوّل الطّاقوي وملفات الساعة تحت المجهر

سعيد ين عياد

صدر العدد الأول (شهر ديسمبر 2020) لمجلة «الشعب الاقتصادي» الشهرية متضمّنا مواضيع متنوّعة تتعلق بالمشهد الاقتصادي الراهن أبرزها ملف شامل يتناول الطاقة، إلى جانب أداء بعض المؤسّسات المالية متمثلة في بنك «كناب» للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، مختلف جوانب الأمن الطاقوي للجزائر ورصد لواقع قطاع الصناعة الكهرومنزلية.
تناول العدد التطورات التي تمر بها منظمة البلدان المصدرة للنفط مع حوار حصري أجرته المجلة مع الأمين العام لمنظمة أوبك، إلى جانب حوارات ودراسات أكاديمية جديرة بالمتابعة لما تقدّمه من إضافات ومعطيات تفيد المتتبع للشأن الاقتصادي.
حدّدت افتتاحية العدد بتوقيع مصطفى هميسي إشكالية الطاقة من خلال رصد عوامل القوة التي تعد الطاقة إحداها، غير أن هذا «يتطلب أن لا تبقى البلاد رهينة المحروقات حتى لا يصير عامل القوة سببا في تبعية وفي تبديد باقي عوامل القوة الأخرى»، مؤكّدة أنه «من حق الأجيال المقبلة أن تستفيد من سهولة التزود بطاقة المحروقات، ومن حقها على الأجيال والنخب الحالية إتقان إدارة الإنتاج من دون إنهاك الحقول والآبار والاستخدام الأمثل لعائداتها وحمايتها من كل تبذير وتبديد ونهب».
من هذه البوابة فاتحة ملف أمن الجزائر الطاقوي بعنوان أي بديل للمحروقات؟ سلط مقال تناول الانتقال الطاقوي في قلب تحولات الجزائر الجديدة الموضوعة على السكة الضوء على التعاطي مع المحروقات بين اعتبارها نعمة كلّما ارتفعت الأسعار ونقمة كلّما تراجعت، ولا تزال تتصدر المشهد في وقت تستعد فيه البلاد لإنجاز جسر العبور إلى الطاقات المتجددة من بوابة اقتصاد المعرفة (الجامعة) ضمن رؤية إستراتيجية تقود إلى التعامل مع المحروقات بمعايير اقتصادية، وليس مجرد ريع في قبضة تسيير إداري يتجه للانكماش بفضل اتساع نطاق الرقمنة.
وكشف وزير الطاقة، عبد المجيد عطار، أنّ الهدف المسطّر هو الحفاظ على مستوى الإنتاج الحالي للمحروقات من أجل ضمان حاجيات السوق آفاق 2040، مبرزا مزايا قانون المحروقات الجديد الذي تنتهي عملية إعداد نصوصه التطبيقية قبل نهاية السنة الجارية، والسعي إلى تنويع إنتاج السوائل الطاقوية بـ 20 بالمائة سنة 2025 لمواجهة التحديات من خلال إستراتيجية طويلة المدى بهدف توقير الأمن الطاقوي بتخفيض معدل نمو استهلاك المحروقات وترشيدها.
وضمن نفس المعالم الكبرى التي تتحرك فيها الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، قدم رئيسها المدير العام، توفيق حكار، في حوار مفصل تفاصيل ورقة الطريق بداية من التعامل مع تداعيات وباء «كوفيد 19» الى ضبط التسيير لمواجهة الأزمة الناجمة عن انهيار اسعار النفط، وذلك بتقليص ميزانية الاستثمار لسنة 2020 بـ 35 بالمائة منها أكثر من 54 بالمائة عملة صعبة، مطمئنا أن مخطط مراجعة نفقات التسيير لن يمس أجور ومنح العمال، مشيرا الى ان تدهور اسعار النفط ادى الى تراجع رقم اعمال الشركة بـ 40 بالمائة، مع العمل على تغطية العجز في البنزين مطلع 2021 بضخ 4 ملايين طن سنويا في السوق الوطنية. وحول التوظيف خاصة في الجنوب، فإن المخطط السنوي للسنة الجديدة يوجد في مرحلة التقييم، فيما يتم اقرار المخطط متوسط المدى 2021 - 2025 من قبل مجلس الادارة.
بنفس الرؤية تحدّث الرئيس المدير العام لمجمّع سونلغاز، شاهر بولخراص، عن واقع إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز خاصة التغطية لمناطق الظل والمستثمرات الفلاحية، مبرزا أن مستحقات سونلغاز لدى زبائنها أزيد من 70 مليار دينار، فيما الديون غير المحصلة في السداسي الاول من 2020 بلغت 89672 مليون دينار. كما فصّل بولخراص الاستراتيجية المنتهجة لتأمين تلبية الطلب المتزايد ومواكبة قرارات الدولة في المجال الطاقوي خاصة في الطاقات المتجددة.
وفي ملف الصناعة، تناولت المجلة المؤسسات العمومية وقصة صمودها في وجه العواصف لتبقى داعمة الاستثمار والتنمية، واستعادة النفس منذ ديسمبر 2019 بإدراك مرحلة انفراج تتطلّب مضاعفة العمل، والتكيف مع قواعد السوق دون فقدان طابعها الاجتماعي، والتوقف عند مثالين هما مؤسسة الصناعة الالكترونية «ايني» ونظيرتها للصناعة الكهرومنزلية «أونيام»، التي واجهت في الثلاثي الاخير من هذه السنة متاعب ادت الى توقف تقني عن العمل واحتجاجات العمال، فيما سارع وزير الصناعة الى جمع الاطراف بما فيها البنوك لإيجاد حلول ذكية اقتصادية تعطي فرصة للمؤسسة لاعادة التموقع في السوق، وإدراك مرفأ النجاة خاصة عن طريق الشراكة.
وهنا أكد كينان دواجي، رئيس مدير عام «اليك» الجزائر الذي يتولى حقيبة مؤسسات الصناعة الالكترونية والكهرومنزلية وجود مبادرة ترتكز على ديناميكية جماعية لبناء تحالفات استراتيجية مع الجامعات، مشيرا الى ان الازمة الصحية كلفت خسارة ربح في حجم الاعمال بحوالي 3.9 مليار دينار في 2020.
غير أنّه في قطاع التأمين، فإن شركة «كاش» للتأمينات حسب الرئيسة المديرة العامة، وداد بلهوشات، حافظت على حصتها السوقية كشركة رائدة في تأمين المخاطر الكبرى رغم جائحة كورونا، مبرزة في حوار شامل أن تصنيف «كاش» للتأمينات من بين أكبر الشركات في إفريقيا والشرق الأوسط تأكيد على أنها شركة مرجعية ليس في الجزائر فقط وإنما إقليميا وقاريا، وأبرز الرهانات تضيف وداد بلهوشات العمل على تطوير ثقافة التأمين لدى الجزائريين كوسيلة حماية وضمان بعيدا عن الإلزامية، مطمئنة أن رفع رأسمال الشركة بأكثر من 25 بالمائة يمنحها القدرة على الوفاء بأريحية بكل التزاماتها نحو شركائها وزبائنها.
وتبرز المجلة الخدمات الجديدة التي يوفّرها بنك القرض الشعبي الجزائري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة وانشغالات «اليانس» للتأمينات فيما يجد القارئ معلومات حول الساحة في إفريقيا.
كما يتوقّف عن حوار حصري أجرته المجلة مع الأمين العام لمنظمة اوبك، محمد سنوسي باركيندو، متوقعا انتعاش الطلب على النفط بمقدار 6.5 مليون برميل يومي في 2021، وأن الجزائر ستواصل تأدية دور رئيسي في تسطير ورسم مستقبل واعد لمنظمة البلدان المصدرة للنفط.
أركان أخرى تحمل جديدا في التحليل والمعلومات مثل الوضع الصحي لتداعيات كورونا على الاقتصاد، واستراتيجية قطاع الثقافة ليكون من روافد الاقتصاد، وفي الحوكمة تحدّث رئيس هيئة الوقاية من الفساد مكافحته عن مخطط إنذار للتبليغ عن الفساد و120 ألف إطار تحت مجهر منصة رقمية، ويكلّل العدد بدراسة حول مكانة الطاقات المتجدّدة في المزيج الطاقوي المستقبلي للجزائر بمؤشّرات ومراجع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024