رصــف الطـرق بالخرسانة المضغوطة حلّ ناجع وصديق للبيئة
تحظى صيانة الطرقات في الجزائر باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، حيث تسعى وزارة الأشغال العمومية بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتنفيذ المشاريع المبرمجة بهذا الخصوص، سواء تعلّق الأمر بصيانة الطريق السيار شرق-غرب أو الشبكات الوطنية والولائية، مع إعطاء الأولوية للطرقات البلدية التي لم تحظ بالصيانة لفترات طويلة، كما يتمّ العمل على تطوير شبكات طرقية حديثة ومنتظمة لضمان استدامة البنية التحتية للطرق.
سلّط مجلس الحكومة المنعقد، الأربعاء المنصرم، الضوء على إستراتيجية صيانة الطرق على الأمدين المتوسّط والطويل وأهم العمليات التي تمت، وتمّ إعطاء الأولوية للطرقات البلدية التي تمثل جزءا كبيرا من شبكة النقل الوطنية، ولم تحصل على عمليات صيانة منذ فترة طويلة، ممّا استدعى إعطاءها أولوية في المخطّطات المستقبلية، كما أشار وزير الأشغال العمومية في وقت سابق، إلى أنّ صيانة الطرقات أصبحت أولوية للقطاع بهدف تقليل التكاليف الباهظة لعمليات إعادة التأهيل المستقبلية.
في هذا السياق، يرى رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الخرسانة الجاهزة للاستعمال غيلاس غلاّش، أنّ شبكة الطرق الجزائرية، التي تعد من الأكبر في إفريقيا، تعاني نقصا في الصيانة المنتظمة، ممّا يفاقم الوضع ويؤدي إلى تكلفة إصلاحات أعلى، ناهيك عن اعتماد نفس الطرق القديمة في التزفيت.
شدّد غلاّش في تصريح لـ “الشّعب”، إلى ضرورة اعتماد التقنيات الحديثة في تزفيت الطرقات، التي تجمع بين التكنولوجيات والاستدامة ما سيساهم في تكلفة عمليات الصيانة، مشيرا إلى وجود تقنية ألمانية تعتمد على رصف الطرق بالخرسانة المضغوطة، وقد أثبتت نجاعتها بفضل ميزاتها التقنية التي تجمع بين المتانة، مقاومة الماء، وقوة ميكانيكية أكبر من الخرسانة الإسفلتية، وتكلفة أقلّ كون أنّ هذه التقنية تستخدم الماء مع الأسمنت والرّكام.
بحسب المتحدّث، من بين الميزات الإيجابية لهذه التقنية الجديدة أنها تساهم في خفض تكاليف الصيانة بنسبة 40 بالمائة، كما تسمح باستدامة الطرقات لما يزيد عن 30 سنة، وتتماشى مع مناخ الجزائر، ناهيك عن اعتمادها على المواد الأولية المحلية المتوفّرة بالوطن، مع إمكانية استغلال النفايات الصلبة الناتجة عن استعمال مواد البناء المعاد تدويرها.
بحسب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الخرسانة الجاهزة للاستعمال، فإنّ هذه التقنية الحديثة المبتكرة، ستعود بفوائد كثيرة على الجزائر وتحديدا قطاع الأشغال العمومية، ناهيك عن كونها من الحلول الصديقة للبيئة على اعتبار أنها تعيد استخدام معظم المواد الموجودة بالفعل على الطرق، وتستخدم مواد محلية يتم إنتاجها محليا بالجزائر كالإسمنت، كما تتميّز هذه الطرق الخرسانية بعمر افتراضي يتراوح بين 20 و30 عاما، وتصلح لكل أنواع الطرق بالجزائر.
ويمكن استخدام هذه التقنية الجديدة المبتكرة بالمناطق المعروفة بكثافة المركبات الثقيلة، أو في الأماكن التي لها ظروف محدّدة على غرار المناطق الصناعية، منصة صناعية أو منصة لوجستية، تتميّز بحمولات ثقيلة جدّا، ما يجعل منها حلّا يمنع أي شيء مثل التآكل، والتدهور السريع جدّا للإسفلت، سيما الأرصفة بسبب الأحمال الثقيلة جدّا، وبالتالي ستسمح هذه التقنية بعمر افتراضي أطول لكثير من الأرصفة التقليدية