الانفصام..؟!

أمين بلعمري
20 أفريل 2019

يبدو أن خليفة حفتر أوكلت إليه مهمة بث الفوضى والارتباك في كل منطقة المغرب العربي و ليس في ليبيا وحدها؟ ففي كل مرة تظهر فيها بوادر انطلاق مسار سياسي لحل الأزمة في ليبيا إلا ويجهضها (المشير)، آخرها نسف المؤتمر الوطني الجامع الذي كان من المزمع عقده بغدامس الليبية منتصف الشهر الجاري برعاية المبعوث الخاص للأمين العام الأممي، غسان سلامة، إلا أنّ بداية زحف قوات حفتر على العاصمة الليبية بعشرة أيام قبل التئام المؤتمر أجّله إلى إشعار آخر ؟ على الليبيين الذي انتظروا هذه اللحظة مطولا و علّقوا عليها آمالا في إنهاء محنتهم الوطنية المستمرة لثماني سنوات عجاف، أن ينتظروا فرصة أخرى قد لا تأتي في ظل نذر اشتعال حرب أهلية قد لا تبقي ولا تذر - لا قدر الله- ؟.

إن الوضع في ليبيا يكشف أن القوى الكبرى أصبحت مصابة بداء الانفصام، فهي تعترف بشرعية حكومة السراج من جهة وفي الوقت نفسه تعلن دعمها لحفتر بدعوى أنه يكافح الإرهاب؟ يبدو أننا مقبلون على (معركة كرامة) في طبعتها الثانية في طرابلس هذه المرة بعد تلك التي شهدتها بنغازي في الشرق الليبي بدعوى مكافحة الإرهاب بمباركة فرنكو- أمريكية؟.

مغامرة حفتر سيكون لها تداعيات على بلادنا و لا شك ، لأن اغراق ليبيا في المزيد من الفوضى و الانفلات الأمني سيؤثر حتما على الجزائر التي تتقاسم 1000 كلم من الحدود البرية مع هذا البلد الشقيق وأن مخطط تصدير الفوضى إلى الجزائر بات واضحا خاصة في ظل العداء العلني و المجاني الذي يكنه المشير للجزائر و هو الذي أطلق في سبتمبر 2018 تصريحات خطيرة تصل إلى إعلان حرب ، عندما قال بأنه قادر على نقل الحرب إلى الجزائر في أي لحظة؟ واليوم تأكد أن تصريحات حفتر حينها لم تكن مجرد خطاب للاستهلاك الداخلي للتلاعب بعواطف الليبيين وتقديم نفسه على أنه منقذ ليبيا وحامي حماها فقط  ولكن رسالة من أطراف بصمتها واضحة في دعم المشير و التحكم فيه بـ"الريميوت كنترول" لتنفيذ خيوط مؤامرة تحاك ضد الجزائر - الشعب الليبي الشقيق بريء منها - فهل بعد ذلك يصدق عاقل أن التحرك المريب لحفتر بالتزامن وبداية المرحلة الانتقالية عندنا مجرد صدفة؟

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024