المغالطة

سلوى / ر
03 فيفري 2014

تواجد المرأة في سوق العمل واقتحامها للعديد من المجالات بما في ذلك تلك التي كانت في وقت مضى تعتبر حكرا على الرجال، لم يعد حدثا، أو يثير الانتباه، لكن الذي لا يزال سائدا في عقول البعض أنه كلما زادت مشاركة المرأة في الحياة العملية كلما نظر إليها هؤلاء على أنها استحواذ لمناصب شغل، يفترض من وجهة نظرهم توجيهها مباشرة للرجل، أو إعطائه الأفضلية، دون الأخذ بعين الاعتبار للجدارة والأحقية أو التأهيل العلمي والتكويني.
هذه النظرة الدونية لعمل المرأة، وجدت مناخا خصبا لها لدى بعض التيارات الإسلامية وخاصة تلك التي كانت تنشط في تسعينيات القرن الماضي وكانت وراء الدمار الذي عرفته الجزائر في تلك الحقبة السوداء، حيث بثت في نفوس الشباب بالدرجة الأولى هذه الأفكار السوداوية عن خروج المرأة إلى العمل وأن ذلك يعد من بين أحد الأسباب الأساسية في ارتفاع البطالة لدى الذكور. وللأسف فإن البعض من هؤلاء الشباب لا يزال يؤمن بهذه المغالطات، ولو أن حدتها قد تناقصت إلى حد ما إلا أنهم باتوا يتبنونها لا لشيء سوى لعجزهم عن الظفر بمنصب عمل لأسباب قد يتحملون هم مسؤوليتها إما لعدم الأحقية أو لضعف التكوين أو التأهيل.
أما المغالطة الأخرى ولعلها الأخطر عندما يقرن الدين بهذه الافتراءات، وتتبناها بعض التيارات المحسوبة على الإسلام. هذا الأخير لم يكن في يوم ما ليفرق بين المرأة و الرجل إلا بالتقوى والعمل الصالح، مثلما ورد في النصوص القرآنية، ويراد الاستدلال بها زورا وبهتانا ومن غير وجه حق للتأثير على بعض الذهنيات وإثارة نزعة التفرقة بين الجنسين، خاصة عندما يتعلق الأمر بعمل المرأة، وسعيها للحصول على منصب عمل مثلها مثل الرجل دون تمييز يذكر.
ولعلّ لحسن حظ المرأة الجزائرية العاملة، أن قوانين الجمهورية تصب في ذات الاتجاه المتعلق بمنح نفس الفرص للذكور والإناث على حد سواء، بدءا بالمساواة في التعليم والتكوين وفي سوق العمل وحتى كل ما يتعلق بالرواتب والأجور وهنا تجدر الإشارة إلى أن حظوظ المرأة الجزائرية العاملة تبرز أكثر في هذا المجال، خاصة عند مقارنتها بنظيرتها الأوروبية.
مثل هذا الأمر يعتبر بحق أحد أبرز أوجه المساواة بين الجنسين، تضاف إليها ما يبذل حاليا من جهود تصب في اتجاه دعم المقاولة النسائية التي أبانت على وجه آخر للمرأة المقاولة، كله إصرار ورغبة في التفوق والنجاح، الأمر الذي فسّره البعض على أنه تعدي على حقوق الرجال من حيث مناصب الشغل التي وفرتها المرأة المقاولة بفضل جهدها ومثابرتها لها وللعاملين معها سواء كانوا ذكورا أو إناثا. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024