تكامل مبتور الركيزة..

سميرة لخذاري
15 فيفري 2014

تبقى العلاقة تكاملية بين الشاعر والمطرب، فذياع صيت إنتاج غنائي أو البوم يعود بنسبة 50 في المائة إلى الكلمات، هذا إذا تكلمنا على الفن الراقي الخالد الذي لا يموت مع مرور المناسبات، إن لم نقل اللحظات التي خرج فيها إلى النور.
تحسد بلادنا عبر مختلف جهاتها على الزخم الذي تعرفه في عالم الشعر الشعبي، حيث استخدمه أجدادنا في مختلف المراحل للتعبير على مشاعرهم ولدق ناقوس الخطر الذي يحيط بهم أو نقل آهات مجتمع وفرحه في كلمات تنبع من القلب، ذلك الموروث الذي أكد على وقع الكلمة الذي نافس دوّي الرصاص، قصائد أصبحت في طي النسيان أو في طريقها إلى الإندثار.
أصبح الربح السريع وأنانية الاستحواذ والامتلاك تطبع ميدان الأغنية، لا يكلف المطرب نفسه عناء البحث عن كاتب كلمات يخرجه من دوامة البقاء في الماضي، بل أصبح السبيل السريع للوصول إلى الشهرة إما بإعادة أغنية صنعت ضجة في زمن ولّى، أو الاستناد إلى قصائد لفحول الشعر الشعبي والتي منتشرة في المجتمع الجزائري ومعروفة.
إذا رأينا إلى الكم الهائل من الانتاجات الشعرية الشعبية التي تزوّد بها في كل مرة الساحة الثقافية، إضافة إلى الطاقات والأقلام التي تميّز هذا الميدان، لا يمكننا أن نتخل هبوط الأغنية كما هو معروف في الوقت الحالي، إلا القليل منها التي بقيت محافظة على الوجه الحقيقي للفن والأصالة الجزائرية.
كما قلنا سابقا نجاح الأغنية متعلقة بنسبة 50 في المائة بقوة الكلمات ووقعها على الأذن، الشيء الذي يستدعي تظافر الجهود والتحقيق الفعلي لهذه العلاقة التكاملية، وبالتالي ضمان العطاء الثقافي المستمر، وإعطاء الأقلام الموجودة في الخفاء للظهور والخروج علنا والقول إن الجزائر بلد ليس عاقرا، تخفي في بطنها أولادها الذين يتمتعون بالبراعة والإبداع المتولّد لديهم بالفطرة، وإلا بالوراثة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024