كلمة العدد

إجراء استثنائي...

جمال أوكيلي
16 ديسمبر 2019

قرار تقليص آجال التّكفّل بعروض العمل من ٢١ يوما إلى ٥ أيام جاء كحتمية لا مفرّ منها من أجل التّحكّم في سيولة ما يرد على وكالات التّشغيل الجهوية والمحلية من مناصب لا تجد للأسف المسار الإداري المرن الذي يسمح بتوزيعها على المستفيدين منها في الوقت المطلوب، وفق آلية «الوسيط» المعمول بها في هذا الشّأن.
ويدعّم هذا القرار الإستثنائي مباشرة ما تمّ التمسك به سابقا لإحداث ذلك التّكامل مع صيغة إجبار المؤسّسات العمومية على المرور عبر وكالات التشغيل عندما يتعلق الأمر بالتوظيف حتى تكون المسائل واضحة هنا، ولا تخضع لأي تأويل أو تشويش من ناحية إحصاء العروض الواردة إلى هذه الهياكل، بالإضافة إلى أن تكون هناك رؤية شفافة بعيدة عن كل غموض أو احتجاج، كما يظهر ذلك من حين لآخر خاصة في ولايات الجنوب، وبالتحديد في المحروقات القطاع الأكثر إغراءً وجاذبية بالنسبة للشباب في تلك المناطق.
واستنادا إلى هذا التحوّل العملي المسجّل في سوق العمل، فإنّنا نحاول أن نقيم هذه الطّريقة من خلال مراسلينا في الجزائر العميقة، وهذا لمعرفة ما أنجز في الميدان جرّاء تعديل مشروع قانون رقم ٠٤ - ١٩ المتعلق بتنصيب ومراقبة العمل، يسعى بالتدقيق إلى إعادة النظر ومراجعة نشاط الوكالة الوطنية للتشغيل وإدراجها ضمن الحركية الحالية، والتي لها صلة وثيقة بحالة الاقتصاد بنزع عنها الصفة الإدارية ذات الطّابع البيروقراطي بالرغم من المحاولات الرامية إلى تحسين أدائها، وهذا بحماية المناصب التي بحوزتها ومنحها على قاعدة تكافؤ الفرص لا غير بين كل من يودع إستماراته في الوقت المناسب وحسب اختصاصه لأنّ الإدارة المركزية بالعاصمة كانت تحوز على نشرية تسمى «conjoncture» يعدّها خبير في الاحصاء ذو كفاءة عالية، وفق منهجية سلسة وعلمية من ناحية المعلومات المقدّمة وقراءتها سواء المناصب الدائمة أو المؤقّتة والقطاعات الأكثر عرضا لفرص العمل، وكانت هذه الوثيقة توزّع على الجهات المعنية.
وعندما نتحدّث عن قطاع الشّغل، فإنّ هذا يؤدّي بنا إلى تناول ملف البطالة في الجزائر، الذي يعد من أولويات الرّئيس الجديد السيد عبد المجيد تبون من أجل وضع سياسة في مجال توفير مناصب الشغل، ولا يتأتى هذا إلا إذا تم توسيع دائرة الاستثمار وفق نظرة مخالفة عن سابقتها، علما أنّ العمل الحالي للسلطات العمومية منصب على إدماج قرابة ٤٠٠ ألف شخص من أصحاب عقود ما قبل التشغيل على مراحل، وحسب القطاعات المعنية، واستنادا إلى مصادر مطلعة فإنّ العملية تجري على قدم وساق، ووفق ما خطّط لها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024