مغالطات مقيتة

فضيلة دفوس
14 أفريل 2014

يدرك الاحتلال المغربي بأنّ عيون العالم أجمع أصبحت تترصّد خرقه لحقوق الانسان في الصّحراء الغربية.
وبات مقتنعا أكثر من أي وقت مضى،بأنّ انتهاكاته الجسيمة في الاقليم الذي يحتلّه عنوة منذ أربعة عقود لم يعد أمرا مسكوتا عنه، فتقارير المبعوثين الأمميين  والمنظّمات غير الحكومية التي تصل تباعا إلى مجلس الأمن لم تعد تداري سياسته الاستعمارية المقيتة، بل على العكس تماما، فهي تفضح المآسي
والمعاناة التي يتخبّط فيها الصّحراويون، وتلحّ في المقابل على ضرورة خلق آلية لمراقبة حقوق الانسان في الأراضي المحتلّة.
لقد اقتنع الاحتلال مجبرا غير مخيّر،بأنّ دائرة الحبل تضيق حول رقبته،لهذا ـ وكعادته ـ اختار سياسة الهروب إلى الأمام وخلط الأوراق، وتحويل الأنظار عن خروقاته وجرائمه بتزييف الحقائق ونشر مزاعم وادّعاءات لا يمكن لعقل سويّ أن يصدّقها .
وأطلق العنان هذه الأيام لترسانته الاعلامية لتشنّ حملة مسعورة على الجزائر، تزعم وتدّعي بأنّ حقوق اللاّجئين الصحراويين منتهكة في مخيّمات اللّجوء.
ولا يمكن أن نستوعب مقاصد هذه الاتّهامات الباطلة والمغالطات،ولا أن ندرك خبايا دموع التّماسيح التي يذرفها الاعلام المغربي على أوضاع اللاّجئين الصّحراويين الذين سرقت أرضهم وأجبروا على التشرد في الملاجئ والمنافي، إلاّ بوضعها في سياقها الزّمني، حيث أنّها تستبق عقد مجلس الأمن الدولي غدا اجتماعا حول القضية الصحراوية، سيكون بمثابة المحاكمة العالمية للسياسة الاحتلالية المغربية.
إنّ الحملة التي يشنّها بعض الاعلام المغربي على الجزائر، وإصراره على إقحامها في نزاع ليست طرفا فيه، لا يمكن أن يحجب الحقيقة، وبكل تأكيد سيتلقّى الاحتلال في مجلس الأمن صفعة أخرى تجبره على الأقل على وقف انتهاكاته وخرقه لحقوق الانسان في الصّحراء الغربية، في انتظار أن تتغيّر موازين القوي العالمية وتستيقظ الشرعية الدولية من سباتها العميق  لتنصف الشعب الصحراوي بفرض تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي طال انتظاره.
أما حديث إعلام المخزن المزعوم عن معاناة الصّحراويين في المخيّمات، فهي مجرّد ادّعاءات باطلة لانّ الجزائر تقوم بواجبها وأكثر.
وتبقى أكبر معاناة يعيشها الصّحراويون سواء داخل الأراضي  المحتلّة أو في الملاجئ والمنافي، هي تلك التي يصنعها الاحتلال برفضه منحهم أرضهم وحريّتهم.
والمسؤولية عن هذه المعاناة لا يتحمّلها المغرب فقط بل المتواطئين معه، الذين يسدّون منافذ الشّرعية بغطرستهم وجورهم.وقبل ذلك وبعده، فإن أهميتها مرتبطة بتحقيقها لتطلعات الشعوب ومواجهتها لتحديات المرحلة وهي بالفعل صعبة وخطيرة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024