كلمة العدد

66 عاما على النّكبة

فضيلة دفوس
12 ماي 2014

مثل السّكين الذي يمرّر على الجرح النّازف، تعود ذكرى النّكبة لتؤجّج وجع الفلسطينيّين الذين لازالوا إلى اليوم يكابدون ألم احتلال وطنهم وإخراجهم من أرضهم وديارهم عنوة،وتشريدهم في المنافي والملاجئ أو حشرهم في الضفة وغزة، والسّوط فوق رؤوسهم كلّما تجرّأوا على المطالبة بحقّهم المسلوب يتعرّضون لأبشع أنواع الإجرام والتّنكيل.
للمرة الـ 66 يحتفل بنو صهيون بذكرى قيام كيانهم الغاصب، وللمرة الـ 66 يتجرّع الفلسطينيون مرارة الظلم والجور وغياب الشّرعية الدولية التي تنام هنا وتستيقظ هناك وفق أوامر تتلقّاها من الذين صنعوا إسرائيل ولازالوا منذ 1948 يحمون ظهرها ويتستّرون على جرائمها، ويتآمرون لمنع إحقاق الحق وتمكين الفلسطينيين من بعض أرضهم وحقوقهم على الأقل.
إنّ تأسيس دولة إسرائيل لم تحقّقه جهود  اليهود ومؤامرات الحركة الصهيونية العالمية فقط، بل إن هذه الدولة الغاصبة، ما كانت لتستمر وتكبر لولا تواطؤ كبار العالم بدءا ببريطانيا التي منحتهم وعد بلفور وأقعدتهم مكانها ساعة إجلاء قوّاتها من فلسطين، ثم ألمانيا التي ضخّت عليهم المال من خلال تعويضات المحرقة، ففرنسا التي ساعدتهم على بناء ترسانتهم النووية المتستّر عليها، والولايات المتحدة الأمريكية التي كانت أول من اعترف بميلاد هذا الكيان الشاذ، وأكثر الدول حماية ومساندة ودعما للصّهاينة.
الغرب إذن هو الذي غرس بذرة إسرائيل على أرض فلسطين، وها هي البذرة تنمو وتمد جذورها بفضل دعمه وحمايته لها، وفي المقابل لا يجد الفلسطينيون أمامهم غير أبواب موصدة تسدّ عليهم كل منافذ الشّرعية، وحتى حقّهم المشروع في المقاومة سلب منهم بعد أن أصبحت المقاومة المشروعة تنعت جورا بالإرهاب.
الفلسطينيون يستعيدون اليوم بمرارة ذكرى النكبة التي تأتي هذه المرة في أجواء من الأمل بعد أن تمّ رأب الصّدع واستعاد البيت الفلسطيني وحدته إثر الاتفاق الموقّع قبل أسابيع بين فتح وحماس، وبعد أن طرق محمود عباس أبواب الهيئات الدولية لتلتحق دولة فلسطين بعضويتها، ورفض السّقوط في فخّ مفاوضات هدفها الأساسي هذه المرة الاعتراف بيهودية الكيان الصّهيوني، والاجهاز على ما تبقّى من حقوق مشروعة للفلسطينيّين وفي مقدّمتها حق العودة.
ويبقى على الفلسطينيّين ورغم موقفهم الصّعب أن يتمسّكوا بوحدتهم فهي مصدر القوة الأساسي، ومن خلالها يتشبّتوا بحقوقهم المغتصبة، لأنّهم إن لم يستطيعوا انتزاعها اليوم، فغدا حتما سيستطيعون ولن يضيع حق وراءه مطالب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024