كلمة العدد

حماية الانسان..

جمال أوكيلي
18 ماي 2014

بحلول فصل الصيف تفرض مسائل النّظافة ومحاربة البعوض، ورشّ الأماكن التي هي مصدر كل أنواع الحشرات، ومراقبة المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك والأكل الخفيف  ومكافحة العقارب، نفسها على المصالح المعنية سواء تلك التابعة للبلديات أو لمؤسسات أخرى مكلّفة بهذه المهمّة.
وتهدف هذه الحملة الواسعة النّطاق التي تنطلق كلّما ظهرت بوادر الحرارة الشّديدة،ومؤشرات انعدام حد أدنى من النظافة التي نسجّلها للأسف يوميا في حياتنا اليومية،إلى حماية المواطن من كل الآثار الصحية المترتّبة عن ذلك، وتوفير له بيئة عيش سليمة بعيدة كل البعد عن احتمال إصابات غير متوقّعة النّاجمة أساسا عن غياب الحس المدني عند الكثير من النّاس، الذين يتحمّلون مسؤولية ما يوجد في الميدان.
واستنادا إلى تقارير مراسلينا، فإنّ الأمر لم يعد يتعلّق  بالنّاموس أو القاورض أو الزّواحف التي تتسرّب إلى البيوت محدثة هلعا كبيرا في أوساط العائلات، وإنّـما الأمر تطوّر إلى قضايا أخرى كتدهور المحيط إلى درجة لا يمكن تصوّرها مثل كثرة النّفايات والغبار، والمواد الدّقيقة التي لا ترى بالعين المجرّدة المتسبّبة لأمراض عديدة، وعاهات مستدامة خاصة في أوساط الأطفال، وحتى لا يوجد أي تحرك في هذا الإتجاه قصد توقيف مثل هذه الأعمال المؤثّرة جدا على صحة الإنسان.
ويتّضح أنّ الجهات التي أسندت لها هذه المهمة لا تستطيع أن تحيط بكل الأماكن المكلّفة بتنظيفها نظرا لعدم إدراج هذا العمل في برامجها، وإنما تعتبره نشاطا ظرفيا لا يتعدّى مواسم معيّنة. هذا ما جعل المجهودات المبذولة تذهب أدراج الرياح،وكل سنة نعاود نفس الإجراءات الوقائية كون هؤلاء لم يذهبوا إلى العمق.
زيادة على عدم وجود تكوين فعّال في هذا المجال، وكذلك الذّهاب إلى المهنية بمعنى إنشاء مؤسسات مصغّرة يسند لها مثل هذا العمل، ولا يتحول إلى نشاط ترقيعي يقوم به كل من هبّ ودبّ مع مراعاة نوعية الدواء والمستحضرات المستعملة التي أحيانا لا تزيل هذه الحشرات، بدليل أنّ المركبات أو الشاحنات الصّغيرة المتخصّصة في هذا المحال ترشّ البعض من الأحياء يوميا وهذا خطأ إن كانت تلك المادة فعالة لا يمكن العودة في كل مرة إلى نفس المكان، بل المطلوب الذهاب إلى أوكار تلك الحشرات والقضاء عليها في “المهد” بدلا من إلقائها في الهواء قد لا يصل إلى مبتغاه. زيادة على الدخان الأبيض المتطاير الذي يغطّي الأحياء بشكل مقلق أحيانا.
كما أن الكثير من هذه الوسائل تذهب إلى جهات لا توجد بها هذه الحشرات بتاتا، تفرغ ما لديها من سوائل ثم تعود إلى مقرها.
هذا التّشخيص ­ قصد السّعي من أجل تكفّل أحسن بهذا الملف الحسّاس والشّائك في نفس الوقت لأنّ تنظيف المحيط وحماية البيئة عملية متواصلة ومستمرة في الزمان والمكان، ليست مؤقّتة أو “مربوطة” بتاريخ معين.
لذلك فإنّ البلديات مدعوّة إلى تغيير استراتجيتها في هذا الشأن، بالعمل وفق رؤية واضحة وثابتة تكون ضمن أولوياتها لأن القضية تتعلق بصحة الإنسان، وكل شيء في هذا النطاق يكمّل الآخر، فإن حافظنا على الوسط الذي نعيش فيه واتبعنا شعار
«الوقاية خير من العلاج”، فإنّ فاتورة التكفل الصحي ستتقلّص لا محالة. وهذه أبجديات في كيفية التّعامل مع هذا القطاع بشكل صارم، بعيدا عن ذهنية الاهمال واللاّمبالاة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024