سنتحدّى ألمانيا.. الآن

سجل يا تاريخ.. الجزائر في الدور الثاني للمونديال البرازيلي بعد مسيرة بطولية وإنجاز غير مسبوق، تمكن فيه الفريق الوطني من فرض نفسه وعلى أعلى مستوى بفضل حنكته وإمكاناته الفنية.. فالفرحة كانت كبيرة في مدرجات ملعب وميدان أرينا باياكا لكوريتيبا، وبالإضافة إلى الأنصار الذين احتفلوا بالطريقة التي يعرفها الجميع والمميّزة لهم فقد كان اللاعبون في نفس الجو فوق الميدان والكل يبكي من شدة الفرح والسعادة التي جعلت هذا الجيل من اللاعبين يكتب صفحة أخرى مشرقة من صفحات الكرة الجزائرية.
إنه حلم تمنّينا تحقيقه منذ 32 سنة.. هاهو يرى النور في بلاد كرة القدم البرازيل، من طرف جيل يضم أسماء فغولي، سليماني، مبولحي، مصباح.. وآخرين الذين لعبوا بعزيمة كبيرة وتنظيم كبيرين ولم يفشلوا حتى في أصعب الحالات.
والآن ستكون المحطة القادمة ألمانيا التي كنا قد هزمناها ذات يوم في خيخون (16 جوان 1982 بالضبط).. وكما يقول هاليلوزيتش في ندواته الصحفية: “منذ أن وصلت إلى الجزائر وبدأت عملي يحدثونني عن مباراة الجزائر – ألمانيا لعام 82”.. فهل سيمضي هاليلوزيتش وأشباله ورقة ثانية لـ« الجزائر – ألمانيا”؟، تلك هي الأمنية التي يحملها كل جزائري، بعدما كل ما رأيناه في مسيرة الفريق الوطني بالبرازيل، من تضامن بين اللاعبين ومواصلة المجهود إلى النهاية، بالإضافة إلى الفنيات الكبيرة واللعب النظيف.. فبإمكان هذا الفريق الذهاب إلى أبعد نقطة بحسب كل الاختصاصيين هنا.. والدليل أننا أينما انتقلنا وتحدثنا مع البرازيليين يؤكدون أنهم أعجبوا بالفريق الجزائري الذي يلعب على الطريقة البرازيلية..
فالناخب الوطني هاليلوزيتش، عمل بصمت وحضر استراتيجيته دون أن يقول إن الهدف هو الدور الثاني منذ البداية للحفاظ على تركيز لاعبيه، وسيّر الأمور بإحكام أين طبق مقولة: “الشهية تأتي مع الأكل”، أي منذ الفوز الباهر على كوريا الجنوبية الذي كان بمثابة الانطلاقة الفعلية لجيل موهوب.