سلوكات في قفص الاتهام

تجارة على حساب الأخلاق؟

سعيد بن عياد
13 جويلية 2014

ازدهرت التجارة في بلادنا بشكل غير مسبوق، كل شيء يباع وانتهت ظاهرة الندرة لبعض المواد الثمينة ‘’ابكي على دراهمك’’ فقط. بطبيعة الحال ترافق هذه الحركية التي جرفت معها بضائع وسلع من جهات العام الاربع خاصة من آسيا، ممارسات ترويجية، بعضها مخالف للقانون وتتعارض مع تقاليد المجتمع، البائع لا تهمه مثل هذه المواقف، المهم والأهم بالنسبة إلى معشر التجار التخلص من البضاعة ولو بطريقة ميكيافلية، ‘’الغاية تبرر الوسيلة’’، لا يوجد في قاموسهم قيم وتقاليد وباقي المفاهيم اللامادية، على الأقل لعدد معتبر من التجار.
 الغش، المضاربة، عدم التمييز بين الحلال والحرام والتحايل في الأسعار، كلها ظواهر اعتادتها أسواقنا، إلا القليل ممن يخشون الضمير ويرضون بالقليل، شعارهم ‘’اللّي يحب يربح العام طويل’’،، لكن ما يثير التساؤل ويتطلب وقفة، انتقال بعض أصحاب المحلات إلى اعتماد ترويج فاضح لمنتجاتهم، على سبيل المثال، محل للأفرشة يطلّ على الطريق العام بالقرب من مدرسة الفنون الجميلة، يعرض منتجاته المستوردة من أفرشة وغيرها بصورة تصنّف فاضحة وغير لائقة بالنسبة لمجتمعنا، في الأول كان يعرضها على الواجهة مباشرة مثيرا استهجان المارة، قبل أن يدخلها إلى داخل المحل.
بلا شك أن صاحب المحل يدرك مدى سلبيات مثل ذلك الترويج الزائد عن اللزوم، لكنه لا يبدو يشعر بالمسؤولية تجاه محيطه، وفي شارع كبير بعاصمة البلاد تقطعه اسر وأطفال يتمسكون بقيم المجتمع الجزائري بالرغم مما يقال ويروج له،،حقيقة أطفال على براءتهم استهجنوا ما يعرض أمامهم من صور مزعجة، متسائلين مثل باقي المواطنين، أين هي الرقابة، فرضا أن قانون حرية السوق أطلق العنان للأسعار لتلتهب كما يريده معشر التجار وقيّد الجهات المكلفة بالرقابة، فهل يمنعها بالنسبة لحماية وفرض القواعد المتعلقة بالترويج التجاري؟ بلا شك، ليست الحالة الوحيدة في مدننا التي استباحتها سلع وبضائع مستوردة، لكنها، بشكل آخر، تمثل جرس إنذار للجهات المكلفة بضبط وحماية الأسواق من ممارسات دخيلة ومخالفة للمنافسة النزيهة، تلعب بالمستهلك المغلوب على أمره.
 في الماضي كان التاجر مصدر أمانة، يمتنع عن العبث بمشاعر وقيم زبائنه، شعورا بالمسؤولية الأخلاقية، يضع التقاليد التي يتقاسمها مجتمعه شعارا لمهنته، فكان محل تقدير من المجتمع، لماذا فقدت المهنة رونقها وماضيها الجميل، أمام اللهث وراء الربح بكل الطرق ولو بالترويج الخارج عن الإطار المتعارف عليه، مستفيدين من تسيب جهات الرقابة المختلفة للأسف؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024