التزام بالهدنة وإعادة إعمار غزة التحدي الأكبر

واصلت فرق الإنقاذ جهودها لانتشال الجثث من تحت ركام البنايات المهدمة  مع بدء هدنة ٣ أيام وبعد أن بدأت الروائح الكريهة تنبعث منها بينما بدأ القطاع يسترجع بعضا من حيويته بعد شهر كامل من القصف والعدوان الذي أدى إلى استشهاد المئات وجرح الآلاف وتدمير شبه كلي للمنازل والبني التحتية.
فقد بدأت الحياة ترجع تدريجيا للقطاع بالشوارع والأسواق والمواطنون يراقبون الأوضاع وما ستؤول إليه بعد انقضاء فترة التهدئة التي تستغرق ٧٢ ساعة.
وعلى الرغم من الآثار السلبية التي خلفها العدوان من خسائر في الأرواح والممتلكات إلا أن الفلسطينيون اعتبروا ما حدث انتصارا للمقاومة وأكدت حركة حماس فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهداف عدوانها على غزة.
لقد عاد الآلاف من النازحين بعد التهدئة الإنسانية المؤقتة لتفقد منازلهم التي هدم العديد منها كليا وكأن التتار مرّوا من هناك حيث نصبت عديد العائلات خيما تأويها فيما فقدت الكثير من العائلات عناصر من أفرادها وأعزاء عليها وكشفت الهدنة حجم الخراب والدمار الذي حصل جراء القصف العشوائي الذي لم يفرق بين مسجد ومدرسة ومستفى ومنزل وكانت الخسائر كبيرة تتراوح مابين ٤ و ٦ مليارات دولار حسب وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطيني تيسير عمر الذي أشار إلى أن اجتماعا للدول المانحة سيعقد بالنرويج سبتمبر القادم للبحث في تمويل إعادة إعمار غزة الذي يعتبر مسؤولية الجميع وأضعف الايمان خاصة العرب والمسلمين.
من جهتها وجهت وكالة غوث اللاجئين نداءا طارئا لجمع ١٨٧ مليون دولار لتقديم مساعدات لنحو ٢٥٠  ألف نازح بالقطاع.
وقد أكّدت حركة حماس رفضها المطلق مجرد السماع لطرح نزع سلاح المقاومة في مفاوضات القاهرة الهادفة إلى التوصل إلى تهدئة شاملة مع إسرائيل حيث قال قائدها البارز عزت الرشق نحن كوفد لانقبل أن نستمع إلى أي طرح في هذا الخصوص ومن يظن أنه انتصر في المعركة حتى  يطلب هذا الطلب فهو مخطئ فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون، فموافقة إسرائيل على التهدئة وماتلاها من انسحاب لجيش الاحتلال من غزة جاء لأنهم وصلوا إلى طريق مسدود، وأن كل ما أنجزته إسرائيل هو جرائم حرب ضد المدنيين، وهوما أكده نائب رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية بقوله أن ماعجز عنه الاحتلال في ميدان الحرب والمواجهة لايمكن أن يحصل عليه في ميدان السياسة في إشارة منه لمحاولة إسرائيل القضاء على قدرات حماس العسكرية وهو مااعترف به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث تحدث عن إنجاز منقوص حيث انسحب جيشه ليلا هربا من المقاومة ومعركتهم « العصف المأكول» جعلتهم كأصحاب الفيل، حيث جعل الله كيدهم في تضليل.