الروهينغـــا ..محرقة القــرن الـ21

نورالدين لعراجي
09 سبتمبر 2017

يظل الصمت يخيم على معاناة مسلمي الروهينغا ويستمر تواطؤ العالم العربي الاسلامي والغربي ، إذلال  بكل اللغات يهيمن عن الوضع و يخرس الافواه ، لا احد يحرك ساكنا تجاه  حرب الابادة التي يتمرن فيها البوذيون بتواطؤ مسبق من طرف حكومة بورما،وأفراد العصابات البوذية جهارا نهارا ، مسلسل أجرامي بشع لم تشهد له أفلام الهوليود مثيلا ، ولم تعرف له كبريات دور الاخراج سبيلا ، بشاعة لم نألفها ،لم نقرأ عنها ، لم يحدث أن عرفتها البشرية الا عند أكلة اللحوم فقط ، إنها حرب ابادة جماعية بكل الاوصاف التي نعرف والتي لم تخطر على قلب بشر  .
عرفنا عبر حلقات التاريخ أن ضحايا  الهولوكوست قامت من اجلهم الدنيا ولم تقعد لها مكانا ،تحركت  كل منابر الدول الغربية وتحرك الرأي العام الدولي، ومازالت الى اليوم تطرح المحرقة من جديد في المنابر الاممية ، في المقابل محارق كل يوم  تنفذ ضد ابرياء لا حيلة لهم ، سوى انهم ينتمون الى خير امة اخرجت للناس ، يقابلون بالقتل والتشريد والإبادة .
الروهينغا شعب أعزل ذنبه ان الارض التي ولد فيها وكبرت فيها أحلامه ، هي ارض غنية بالمعادن والثروات ، ماجابت الاطماع حولها ، وليست هناك أية حيلة يمكن استغلال ما في باطنها ، سوى اثارة النعرات واستفحال الصراع العرقي والاثني ، لتكون الامة المسلمة عرضة لكل انواع البشاعة والقتل .
بالامس طالبت مجموعة من الاقلام بسحب جائزة نوبل من تحت الرئيسة بحكم انها لم تندد وظلت رفيقة للصمت ، بل أنها ايدت كل ما يحدث ، ألم يستح هؤلاء من طلبهم ، وهل يطلبون أمرا عجابا ، من شخص هو حاميها حراميها.
الروهينغا ليست قضية شعب اعزل إنها قضية القرن ، وقضية كل الغيورين والشرفاء من الامة ، لذلك التنديد بها قائم والتدخل لحلحلة المأساة بات اكثر من ضروري ، واستعمال المنابر الدولية يظل قائما ،حتى يعاد الحق الى أصحابه .
إن تفعيل الهيئات الدولية صار ضرورة حتمية أمام صمت مراوغ  ، لن ينتهي بسلام أذا استمر الوضع على حاله ، فإما أن نغير ما يحدث أو نركن إلى أخر زاوية في شهامتنا ونبكي بكاء النحيب على أمة لم نكن لها خير السند والرفيق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024