الساحل .. رهان خاسر للإرهابيين

جمال أوكيلي
03 أكتوير 2017

يتساءل المتتبعون للشأن الأمني عن مستقر المسلحين الذين يطردون من سوريا والعراق ومناطق أخرى التي تشهد قلاقل داخلية، جراء ما يسمى «بالثورات» أو النزاعات الدموية الناجمة عن محاولات الإستيلاء على السلطة ؟.
ما يسجّل خلال الشروع في استعادة الموصل والقصف الروسي لجلب تبني إستراتيجية من قبل هذه الجماعات تتمثل في «الانسحاب» مقابل تفادي الخسائر في الأرواح بشكل مكثف فأين ذهب هؤلاء؟ وهل هم بصدد إعادة الإنتشار أو تنظيم أنفسهم، بإيعاز من قادتهم؟.
الأسلوب الذي يتبعه هؤلاء في قتالهم للأسف سمح لهم بإيجاد مخرج لهم كلما حوصروا وهذا بالمطالبة بالخروج من أوكارهم، والالتحاق بأماكن آمنة، مقابل إطلاق الأسرى وتسليم الجثث كان آخرها القافلة التي كانت متوجّة إلى «البوكمال» ثم اعترض سيرها «التحالف» الدولي.
هذه التحركات التكتيكية الحربية لن تغيب عن أعين أحد بل هي محل متابعة دقيقة وعن كثب من قبل كل البلدان الموجودة في حسابات أجندة هؤلاء، التي تعمل كل ما في وسعها قصد منع هؤلاء الالتحاق بالوجهة المحدّدة لهم.
لذلك، فإن منطقة الساحل تعدّ رهانا خاسرا لهم إن أرادو المجيء إليها عبر ممرات سرية يأتون في زي مدني لا يثيرون أي شبهة حتى يصلون إلى مبتغاهم ثم يباشرون مهامهم القذرة، في إبادة الناس «بالوكالة» بلباس عسكري.
وإن كانت هذه «الرحلة» تبدو مستحيلة لدى البعض، غير أن ما يخطّطه هؤلاء لا يعرف شيئا يحمل تلك الصفة إذا ما استندنا إلى رؤيتهم في زعزعة استقرار هذه المنطقة، والمراد تحويلها إلى قاعدة خلفية «لاستراحة محاربيهم».
وكل الاحتمالات أو الفرضيات القائمة على توافد هذه الجماعات على المناطق الآمنة، غير مستبعدة وعلينا إدراجها ضمن العمل الإستباقي، الذي لا يترك الفرصة لهؤلاء من أجل الإستقرار هنا وهناك..أو محاولة بناء قوة عدائية كما كان حالها في الجهات التي كانت مسرحا لتلك الأحداث المأساوية.. لأن جلّ الجماعات الإرهابية تتشكّل من «سرايا أجنبية» طلبت منها قيادتها أن لا تبقى في سوريا والعراق وهذا بالبحث عن ملاذ في ما تسميه بـ «الولايات» الأخرى.
ولابد من التأكيد هنا أن الأرقام التي تقدّمها الولايات المتحدة وروسيا عن بقايا داعش والجماعات الأخرى وما تمّ القضاء عليه (أكثر من ٨٠٠ في ثلاثة أيام)، تطرح المزيد من نقاط الاستفهام عن كل هذه الأعداد الهائلة من المسّلحين وعن الذي يدفعونهم إلى نقاط أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025