- مرافـئ الأحـزان - !

بقلـم: نورالدين لعراجي
12 أوث 2013

فكيف يرسو هذا الغريب بمرفأ لا يجيد فيه تحمّل حجم الانتظار. كم هو قاتل ! لا بد من حيلة حتى أنقذها من براثن هذه المؤامرة.
وفي لحظة ذهول و غيض متدفقين، لم يصمد قلبه لهول النبأ العظيم، تغير لون وجهه إلى صفرة الليمون، ثم هوى أرضا وأمام عتبة بيت والدته المتواضع، كانت خرخشان صدره تتصاعد من بعيد وبسرعة مذهلة، ومبهمة، يثيرا لمنظر ذاته، حالة النباح، لينخرط كلبه في حركة تعويذية، جعلت من في البيت يخرج على إثرها، لتقف أخته على هول ما شاهدته، لتصرخ هي الأخرى على من في البيت، وهو جثة هامدة، لا حركة تعلوها، سوى هذه الدقدقات التي تشبه أضحية عيد، وهي تودع بقاياها. تجثو الأم تبكي حرقة كبدها، وما لحق به، و تندب تارة، وتلعن هذه اللحظة التي أفجعتها في وحيدها، تنادي عليه، تصرخ باكية، ترشه بالماء عله يستفيق من هذه الحالة، تسترق السمعَ لدقات قلبه، لتجدها تهذي '': كَرْ لمَا ؟ لـ لا ...ة.!!
- تنادي أخته على جارهم ''سي رمضان'' طالبة المساعدة، ويلتحق الجيران كلهم على أثر هذا الصراخ  في تآزر و تلاحم يحملونه إلى مستشفى المدينة، وهناك يحولونه مباشرة نحو غرفة الإنعاش لخطورة الحالة.
فقد مضى من الوقت ساعة، ساعتان.. نصف المساء، ثلثه الأخير، لا حركة، أبداها هذا الجسد، ولا حياة عادت إلى هذه الجثة، والكل ينتظر ويترقب. يخرج الطبيب ومساعدوه من الجناح
- أين والده؟
تجيب الوالدة وهي تذرف دموع الحسرة:
- إنه ولدي الوحيد
- يرد الطبيب :
- أخبريني كيف حدثت له هذه الحالة؟ و هل سبق وإن حدث مثل هذا من قبل؟   
- الأم:لا أبدا  إنها أول مرة تحدث له
- ولستُ أدري بالضبط. ولكن ولدي يا دكتور.. ثم تنفجر بالبكاء.
- الطبيب : يمكنكم الذهاب الآن، وفي الصباح يمكنكم زيارته، سوف نتركه تحت المراقبة طيلة أربعة وعشرين ساعة، و بعدها سوف نقوم!
أحدهم يرتدي مئزرا أبيض، همس في أذن زميله :
- أتصدّق يا ''حليم'' أن البروفيسور  تأثر بهذه الحالة، حيث قرر أن يتابع حالة المريض عن قرب وبنفسه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024