الغرفة الأولى

نورالدين لعراجي
24 أوث 2013

1. قبل الخروج : الأربعاء  نيسان، العاشرة صباحا .
   عشرة دقائق قبل العاشرة كانت كافية لاستحضارك قصد إجراء التحقيق بالغرفة الأولى. بوابة القصر الكبيرة الموصدة لم تشاهدها، وهي تُفتح أمامك، وكأنها حلم ترائ لك اللحظة فسماء البهو الخارجي من الشجن لا تشبه سماء ما ألفت مشاهدته يوميان فلا أسلاكا ولا قضبان حديدية، ولا شوائب تُعكر مزاج الأنفس.
   قرب الباب الخارجي، كنت متهيأ قصد الذهاب نحو المحكمة، وهو ما جعلك تُغير من شكلك، وهو ما بدا واضحا من خلال هندامك.
وفي رواق مؤدي نحو باب خارجية أخيرة سلمكَ أحد الأعوان لشرطي كان ينتظرك في الرواق. كان شابا هادئا، نحيف الجسم، صافحك باحترام، وكأنه يعرفك وهو ما ظهر من خجله حين همّ بوضع الكلبشات في يديك محرجا قائلا:
 - كان بوسعي ألا أضعهم! ولكنها التعليمات، فمعذرة يا أستاذ.
قلتَ في نفسك'' :الناس ما تنسى خير الرجال''
أحد الحراس وهو يتوسط برج المراقبة حالة خروجك من القصر، راح يدعو:
'' -روحْ ربي يطلق سراحك''
أما الذي فتح البوابة الأخيرة للقصر الكبير، تمتم في سرية لأحد أعوان الشرطة:
'' -وجهه ليس وجه حبس! ربي يفك أسره''
ردّ الجميع : آمين ... آمين
وأنت تنظر إلي الأمام، كانت فوضى الطريق على بكرة أبيها  تعج بالمركبات، والبشر يملؤون الشوارع. ضجيج الأطفال، أثناء عودتهم من المدارس، جموع في غدو، وأخرى في رواح كل شيء أمامك وحولك لا يشبه الأشياء داخل القصر و كأنك قدمت من كوكب بعيد، ما جعلك تمعن في كل حركة تهز المكان مبهوتا. وجعل الشرطي الذي عن يمينك يقول :
''  -راه يأتي اليوم الذي تغادر فيه هذا القصر، عليك بالصبر فقط''!
٢. أثناء الطريق :
     - رفيق ٤
     - رفيق ٤
     - رفيق ٤ : أنا في الاستماع
     - حوّل
     - أوراس محطة إلى رفيق ٤
     - واصل أنا في الاستماع
     - رفيق ٤ إلى أوراس محطة
      أرْ ؟آ ؟سْ
       حوِّلْ
بقدر ما أفزعك صوت ''الطالكي''، بقدر ما جعلهم حذرين
إلى درجة احتياطية قصوى .
قال الشرطي : سيجارة
- لا . لا أدخّن
- شكرا

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024