التنشئة البيئية.. معركة المرأة

فضيلة/ب
27 أوث 2013

خمسة عقود كاملة بعد الاستقلال تفرض علينا السير أكثر نحو التقويم في حياتنا وسلوكياتنا وتعاملنا مع المحيط والطبيعة واحترامنا لبعضنا البعض، ويفرض على المرأة أكثر من أي أحد آخر أن تلعب الدور المحوري، في تلقين الثقافات وتصحيح السلوكيات لأفراد العائلة، إذا كانت أُمَّا وللتلاميذ إذا كانت معلمة وللمرضى طبيبة وللقراء صحافية.
 وأمام تأخرنا في التعاطي مع الثقافة البيئية وعدم اندماجنا بالشكل المفترض فيما يتطلبه المساهمة في حماية ونظافة المحيط على وجه الخصوص، ينبغي أن تخوض المرأة معركتها في ترقية الثقافة البيئية وغرس بذور المبادئ القويمة في النفوس.  
ماذا نخسر إذا خضنا التجارب وسطرنا الاستراتجيات وبعثنا الأفكار التي تنشد التصحيح والتغيير للأحسن؟..لأننا مازلنا جد متأخرين في حماية البيئة والحفاظ على المحيط..المرأة لم تلقن سلوك عدم الرمي بالنفايات خارج مكانها الطبيعي، وهي التربية الذي من المفروض أن ننشأ عليها أطفالنا، ولعل ما يؤلم أنه لازال الكثيرون يتخلصون من داخل سياراتهم على قارعة الطرقات من بقايا وجباتهم وسيجاراتهم، ولازال مدخل العمارات والمساحات الخضراء المحاذية لها تتناثر من حولها الأكياس والقارورات البلاستكية.
وهناك العديد من الظواهر التي لا يكفي استهجانها فقط بل يجب أن يفرض للمخالفين  فيها العقوبة الغرامية، إذا علمنا أن الكبار هم المتسببون في بروزها مثل نبتة الفطريات، لأنه رغم وجود أماكن وضع النفايات، إلا أن عمال النظافة يتفاجئون بوجود عدة نقاط تتمركز في أماكن عمومية تتكدس بها أكياس من الفضلات مما يشوه المحيط ويلحق الأذى بصحة المواطنين ويصعب من مهمة عمال النظافة.
يستحيل أن نكون دولة تسير نحو الانفتاح للنهل من العلوم والتكنولوجيا، وتتطلع للتقدم، ومازلنا لا نحسن المحافظة على المحيط بسبب سلوكيات عشوائية، وكون جميع الدول التي سبقتنا خصصت لشعوبها فرصا وتجاربا تلقن فيها ما يسمى بالثقافة البيئية وتفرض عقوبات صارمة لكل من لا يحترم النصوص التشريعية، ولعل هذه الأمم لم تسبقنا، لأن ديننا الإسلامي كان سباقا في تلقين المسلم أصول النظافة ومبادئ المحافظة على المحيط، ولا توجد أبلغ من الدروس التي تضمنتها السنة النبوية الشريفة في المحافظة على البيئة.  
ويجب أن تعي المرأة أن مبادئ النظافة الجزء الأهم في معادلة تنشئة الصغار وتنبيه الكبار لنتجاوز سلطة العقاب في سلوكيات تحفظ لنا صحتنا وبيئتنا ونظافتنا وفوق هذا وذاك جمال المحيط.    

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024