وداعا... لزهر

نورالدين لعراجي
19 سبتمبر 2013

غيب الموت مرة أخرى، مبدعا وفنانا من طينة الفنانين الكبار الذين رسموا معاناة الآخرين ونقلها من قالبها الداخلي الصامت إلى مجموعة ألوان تعبر عن نفسها، وتبيح لنا قراءة الخفايا بلغة مخالفة، لا تجيد أي شخص آخر قراءة تسابيحها، إلا من دغدغت لغة التشكيل ذاته، وتركته يسبح في فك رموزها المبهمة.
لم أكن صديقا للفنان لزهر إلا بعدما، عاد إلى أرض الوطن في بداية ٢٠٠٣ وكان لقاؤنا الأول رفقة مجموعة من الأصدقاء الاعلاميين والفنانين، رابح شيباني، ومسعود بن خروف، وقلسي، ورابية حميد، حيث تشابكت أفكارنا، وفي صدام محمول بغضب، كل منا يصّر على رأيه لم أكن أعرف ساعتها، أننا الاثنين من طينة «معزة ولو طارت».
وقد تدخل الأصدقاء، ساعتها، لايقاف النقاش وتغيير موضوع الجلسة الذي كان يتعلق ساعتها حول هجرة الأدمغة في فترة التسعينينات وما خلفته الأزمة آنذاك، ومن تلك الفترة وأنا، ألتقي الرجل قرب بيته بشارع العربي بن مهيدي رفقة صديقي مسعود بن خروف، والذي هو يعتبر جارا له في نفس العمارة.
نرتشف قهوة الصباح معا، أو في لحظات المساء عندما نلتقي حول أكواب شاي، ونسبح في الحديث عن هموم الوطن، وبعض القضايا التي كان يتألم لحظة سردها، وبإنتقاله إلى المستقر الآخر، تكون الساحة الفنية قد إفتقدت فنانا موهوبا، محبا لفنه، غيورا على لوحاته.
وداعا، لزهر، وداعا يا من أبدعت فنا جميلا، ترى كيف يكون وداع اللوحة عندما يتوقف نبض الريشة إلى الأبد!!!؟

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19828

العدد 19828

الإثنين 21 جويلية 2025
العدد 19827

العدد 19827

الأحد 20 جويلية 2025
العدد 19826

العدد 19826

السبت 19 جويلية 2025
العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025