صناعة واعدة..

أمين بلعمري
12 ماي 2018

أدى اكتشاف النفط إلى ظهور وانتعاش الصناعة البترولية التي أصبحت تتحكم فيها شركات عالمية تحتكر اليوم التكنولوجيات المتدخلة في هذه الصناعة التي تدر عليها الملايير من الدولارات تتجاوز بكثير ما تجنيه الدول المنتجة التي تبيعه برخس التراب لتشتريه بسعر الذهب.

الجزائر لم تشكل الاستثناء فهي كغيرها من الدول المصدرة للنفط تمر بنفس الحلقة المفرغة التي تبدأ ببيعه باليمنى ثم إعادة شرائه في شكل مشتقات باليسرى مثل الوقود،الزيوت ..الخ ويكفي أنها  في سنة 2017 وحدها استوردت الجزائر ما قيمته 2.5 مليار دولار من مشتقات النفط و على رأسها البنزين والديازل، ما يضاهي أحيانا ما تجنيه من تصدير الخام لـ3 أو 4 أشهر؟!.

هذا يحتم علينا التفكير في كيفية بعث وتطوير صناعات بترولية في بلادنا كأولوية وطنية  خاصة وأن التوجه نحو بناء نسيج صناعي يفتح أمامها آفاقا واسعة و يكفي أن قطاع مثل صناعة السيارات التي تكاد تدخل في كل مراحل تركيبها  مواد مصنوعة من مشتقات النفط بداية من العجلات المطاطية وصولا إلى زيوت المحركات وعلب السرعة وإليكم أن تتصوروا الكميات الهائلة من الزيوت و الشحوم الصناعية التي على شركة مثل "نفطال" توفيرها وكم من منصب شغل سيتم استحداثه استحداثه للاستجابة لطلبات بهذا الحجم مع الأخذ في الحسبان المعايير الدولية في ميدان الزيوت المخصصة لهذا الغرض لأن عدم الاستجابة أصبحت حجة شائعة لتبرير اللجوء إلى الاستيراد.  

إن الصناعة البترولية هي إحدى الروافد المهمة لتنويع الاقتصاد الوطني وشركة مثل "سوناطراك" بما تمتلكه من خبرة، كفاءات و سمعة دولية قادرة أن تكون قاطرة هذا التوجه الاستراتيجي وهناك مؤشرات ايجابية في الصدد مثل شراء مصفاة التكرير الايطالية وعقد شراكة مع طرف فرنسي في مجال الغاز الذي يدخل في إنتاج مواد تدخل في صناعة السيارات ..الخ

الصناعة البترولية سجلت تأخرا كبيرا في بلادن ولكن لابأس وعلى تعبير المقولة الشائعة    "أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا" فليس من المنطق أن تستمر الجزائر في استيراد بعض مشتقات البترول من دول اعتمدت بالأمس القريب على خبراء  "سوناطراك" للتنقيب عن بترولها واستخراجه ؟!

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024