رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور لياس مرابط لـ ”الشعب”:

إذا اقتنع المواطن أنه فاعل في مكافحة كورونـا سننتصـر علـى الوبــاء

حوار: حياة .ك

تعرف المصالح المختصة للتكفل بالمصابين بفيروس كورونا على مستوى الاستعجالات في المستشفيات المخصصة اكتظاظا كبيرا، واعتداءات على الطاقم الطبي يتعرض لها يوميا بسبب عدم القدرة على استيعاب العدد الهائل من المصابين الذ ين يصلون إليها، هذا الواقع الصعب ترتب عنه ضغط نفسي كبير يعيشه «الجيش الأبيض» حسب ما أكده رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور لياس مرابط في هذا الحوار المقتضب لـ ”الشعب”.
الشعب: ما هو واقع الجيش الأبيض الذي يعمل منذ قرابة 5 أشهر دون توقف، لاسيما في ظل ارتفاع الإصابات بشكل كبير؟
د. لياس مرابط: نعمل بكل جهدنا وطاقتنا تحت ضغط نفسي رهيب من أجل التكفل بالمصابين وعلاجهم، لكن الشيء المحزن، أن الطاقم الطبي وعمال المستشفى عموما يدفعون ثمن استهتار ولا مسؤولية مواطنين لا يبالون بشيء، ويستمرون في ممارسة حياتهم اليومية بصفة عادية، البعض منهم غير مقتنع أصلا بوجود الوباء، بالرغم من الارتفاع المستمر لعدد الإصابات وتسجيل الوفيات وإن كانت بأعداد قليلة، ونحن نلاحظ ذلك يوميا عندما نذهب لقضاء حوائجنا كغيرنا من المواطنين.
- سجل في الأسابيع الأخيرة ارتفاع في الإصابات، 500 حالة ، كيف تواجهون الضغط، علما أن عددا من الأطباء كانوا ضحية اعتداءات آخرها طبيبة كسر أنفها؟
 الطاقم الطبي وشبه الطبي وحتى أعوان الأمن يتعرضون يوميا لاعتداءات مرتبطة بالوضع الوبائي، وذلك بسبب طاقة استيعاب المصالح المخصصة للتكفل بمرضى “كوفيد 19”.
المرضى والمصطحبون لهم لا يفهمون أن طاقة الاستيعاب عندما تستنفد، لا يمكن أن نستقبل مرضى آخرين، وللأسف فإن غضب المصاب وأهله لا يقع على مدير المستشفى ولا على الوزير، وإنما على الطبيب أو الممرض الذي يكون في الواجهة دائما.
لقد تعرضنا أثناء أدائنا لمهمتنا النبيلة والخطيرة في نفس الوقت إلى اعتداءات مختلفة، من سب وشتم وضرب وقذف بالحجارة وحتى تكسير أجهزة المستشفى، وفقدنا زملاء، هذا بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي نعيشه يوميا منذ بداية انتشار المرض في الجزائر.
- كم فقد الجيش الأبيض من جنوده منذ بداية انتشار الوباء؟
 سجلنا لحد الآن 43 حالة وفاة من مختلف الأسلاك نتيجة مضاعفات “كوفيد 19 “، منهم 25 من السلك الطبي من القطاعين العمومي والخاص ما يمثل أكثر من 50 بالمائة، آخر وفاة سجلت أول أمس، ويتعلق الأمر بمدير مستشفى الاغواط لرعاية الأمومة والطفل.
- الوضع يزداد سوءا بفعل الاستهتار واللامبالاة، ما هي الرسالة التي توجهها لهؤلاء الأشخاص الذين   لازالوا غير مقتنعين بخطورة الوباء، ويساهمون في انتشاره؟
 إذا كان المواطن غير مقتنع ويرفض تطبيق الإجراءات الوقائية لوقف انتشار العدوى، فإن القرارات التي تتخذها الجهات المسؤولة مهما كانت، لن تكون ذات فاعلية، بينما إذا اقتنع بأنه فاعل في عملية مكافحة الوباء، حينها يمكن أن نحقق انتصارا على “كوفيد”19.
أقول لهؤلاء المستهترين إن الأموات الذين نحصيهم يوميا أغلبهم ينتمون إلى عائلة واحدة، سجلنا وفيات في عائلات تتكون من 6، 7 إلى 8 أفراد، وعائلات أخرى قد تختلف الأسماء، لكن في الغالب تكون هناك علاقة قرابة أو مصاهرة، ألا تكفيهم هذه الأمثلة لتوقظ ضمائرهم، وتحسسهم بأن كل استهتار ولا مبالاة يمكن أن تودي بحياة عائلات بأكملها.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024