الشّاعر عزوز عقيل:

النّشر الإلكتروني سهّل المهمة..ولا استغناء عن الكتاب الورقي

حوار: حبيبة غريب

يرى الشاعر عزوز عقيل أن حل معضلة صناعة الكتاب في الجزائر يكمن في تضافر جهود كل الفاعلين، وتشجيع المبدعين الواعدين على الكتابة الإبداعية الصحيحة، إضافة الى إنشاء لجان قراءة للرقي بالنوعية بعدما توفر الكم، هذا إلى جانب نقاط أخرى نناقشها من خلال هذا الحوار.
- الشعب: ما هو رأيك حول راهن الكتاب وصناعته؟ وأين يكمن الخلل رغم ترسانة القرارات الادارية لتجعل منه محط اهتمام أفراد المجتمع، كبيرا وصغيرا؟
 الشاعر عزوز عقيل: الحديث عن واقع الكتاب في الجزائر يجرنا إلى الحديث عليه من زاويتين مختلفتين، إحداهما إيجابية والأخرى سلبية، فلنكن إيجابيين ونتطرق إلى الايجابي أولا، فالجزائر مؤخرا عرفت حركة متطورة من خلال إنشاء عدد كبير من دور النشر التي ساهمت بفعل كبير في تقريب الكتاب من المبدع والقارئ معا، وأصبح الكتاب في الجزائر بشكل عام متوفرا ومتاحا للجميع، خاصة بالنسبة للمبدع الذي كان يعاني كثيرا من نشر إبداعاته بمختلف تنوعاتها، هذا في حد ذاته جانب إيجابي أما الجانب السلبي في هذا الأمر، فهو أننا أصبحنا نرى الكثير من المنتوجات الأدبية التي لا ترقى إلى المستوى، وبعضها كارثية بسبب الأخطاء الكارثية سواء المتعلقة بالجانب العلمي أو بالجانب الأدبي والنحوي والإملائي، وهذا يعد ظاهرة سلبية بكل تسميتها وتسيء للكتاب الجزائري وللكتاب والمؤسسات الثقافية التي يجب أن تكون لها إستراتيجيتها الخاصة وفق شروط خاصة كواجب توفر لجان القراءة لكل دار..

-  كيف يمكن أن نعيد كمثقّفين ومؤلّفين وناشرين وقرّاء للكتاب بريقه؟
 السؤال جدير بالطرح والاهتمام، ويمكن للجميع أن يساهم في إعادة البريق للكتاب، وهي تضافر كل الجهود وأن نقوم بتشجيع المبتدئ لإعادته إلى سكة الإبداع الحقيقية بالنقد السليم والتوجيه الصحيح، وأن نبتعد عن الممارسة الأبوية للإبداع، فالإبداع لا يحتاج إلى سلطة أبوية، بقدر ما يحتاج إلى مسايرة توجيهية ونصيحة نافعة، وهذا ما يقرب الأجيال مع بعضها البعض وتتساير في كنف الإبداع بعيدا عن المشاحنات وتضخم الأنا،
وللقيام بهذا لابد من ورشات نقدية جادة بعيدا عن المجاملات الفايسبوكية التي أراها أساءت للأدب أكثر مما خدمته وأساءت للكتاب والنقاد معا..

-  هل حقّا سيلغي النّشر الالكتروني الكتاب الورقي، وهل يمكن حقا الاستغناء عن هذا الأخير؟
 لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يعوض الكتاب الالكتروني الكتاب الورقي، رغم حاجتنا لهذا الأخير لأنه سهل المهمة كثيرا للأدباء والقراء والباحثين، خاصة في ظل الغلاء الفاحش للكتاب وفقدانه في كثير من الأحيان، ممّا سهل المهمة خاصة لدى الطالب الباحث الذي تخلص من عناء البحث ومشقة التجوال بين المكتبات..ولكن هذا لا يمكن أن يعوض قيمة الكتاب الورقية في درجة الاستيعاب، فالكتاب الالكتروني نتيجة الاستيعاب فيه تبقى محصورة في وقتها بخلاف الكتاب الورقي الذي تبقى مسألة الاستيعاب فيه كبيرة، زيادة على المتعة الفنية.

- خضت تجربة مجلة الصالون الثقافي الالكترونية، كيف تسير الأمور..؟ وهل هي العودة لعهد المجلات الثقافية الراقية؟
 مجلة الصالون الثقافي هي قبل كل شيء تحد لواقع ثقافي غير راق خاصة منها ما يتعلق بالمجلات الثقافية التي مازالت تعاني ولم يوجد لها لحد الساعة الإستراتجية الخاصة بها، ولا أعتقد أن الأمر بهذه الصعوبة بقدر ما هو انعدام الرؤية الثقافية لمثل هذه المؤسسات التي ربما لا تعي الدور الأساسي التي تقوم به هذه المجلات في توعية ومساهمة في الوعي الثقافي الجاد، فنشاط واحد كفيل بتمويل عدد من المجلات الثقافية على مستوى الكثير من المؤسسات، ونحن كإدارة مجلة الصالون الثقافي نسعى أن تكون هذه المجلة اللسان الناطق للثقافة الجزائرية بمختلف مشاربها رغم قلة الإمكانيات ولا نعتمد إلا على جهودنا الخاصة وإمكانياتنا المتواضعة  .. ومع ذلك مازلنا ملتزمين بالوقت المحدد ومازلنا أيضا معلنين التحدي والحمد لله وصلنا إلى العدد السادس ونحن في شهرنا السادس..وقد استقطبنا الكثير من الأسماء العربية للمشاركة معنا في أعداد المجلة الستة، ومازال الفضاء مفتوحا لكل الأدباء والنقاد في الجزائر وفي العالم العربي في مختلف المجالات الأدبية والدراسات النقدية، وربما الشيء الذي يميز مجلة الصالون الثقافي هو اهتمامها بالشعر الشعبي، الذي مازال يعاني من قلة المدونات الثقافية المهتمة به، وبذلك نحاول أن نقترب من كل الأجناس الأدبية بمختلف تنوعاتها. وبهذا الصدد،  لابد من الإشارة إلى المجهود الجبار الذي يبذله الدكتور الشاعر والناقد ماروك عيسى في هذا المجال، بحيث استطاع أن يجعل من مجلة الصالون الثقافي الالكترونية محجا إلى كل النقاد والأدباء العرب بمختلف أجيالهم وأجناسهم وتوجهاتهم، فمجلة الصالون الثقافي منحازة لشيء واحد وهو الإبداع وفقط دون حساسيات أخرى هدفها جمع شمل المبدعين جميعا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024