من قبلة الثوار إلى قمة الحوار

بقلم: أمينة دباش
15 سبتمبر 2014

واكب الدخول الاجتماعي نشاط ديبلوماسي مكثف يبعث على الارتياح، بالنظر إلى ما تشهده الساحة المغاربية والجهوية. ففي الوقت الذي تقرع فيه طبول الحروب، ويسعى فيه البعض إلى صبّ الزيت على النار، هاهي الجزائر تبرز كقوة ديبلوماسية في حلّ الأزمات طبقا لمبدئها المقدس: عدم التدخل في شؤون الغير وتغليب منطق الحوار، وهذا ما تجسّد حقا بين الماليين وقبله بين الفلسطينيين... والدعوة الآن موجهة إلى الإخوة الليبيين.
كيف لا يعتزّ أي مواطن جزائري بهذه المبادرات الرشيدة التي تهدف إلى جعل الفضاء المغاربي صرحا للتحاور عوض التناحر؛ سلوك يتحلّى به مسؤولونا وفق سياسة حسن الجوار، وما قام به، أمس الأول، رئيس الجمهورية عند توقيعه على مرسوم مساعدة الجارة تونس، إلاّ دليلاً على أن الجزائر تحولت مع مرّ السنين من قبلة للثوار إلى قمة للحوار، أي دائمة الاستعداد للإسعاف والتهدئة.
حقا أن وضع الدول العربية لا يبعث على الارتياح، وكأنّ الأمر أصبح بالنسبة لها قدرا محتوما.
عدد ضئيل من الوسائل الإعلامية العربية وقفت عند الذكرى الـ٣٢ لمجزرة صبرا وشتيلا، آلامنا تتراكم وجراحنا تُنكَأ وضحايانا تتضاعف أعدادها، وفق دوامة يستدعي توقفها حكمة ووعي الجميع حكاما ومحكومين. مخطط تركيع العرب متواصل لصالح ـ طبعا ـ الكيان الصهيوني، أداته خلق بعبع كل عشرية في شكل مخالف، وشكله الحالي أخذ صفة “داعش” الذي يأمل الغرب استشارة الجزائر في محاربته!!
ذكرت ما سلف لتثمين الحكمة والرزانة اللتين بفضلهما تحولت الجزائر من بلد متضرر إلى وجهة استشارة ومثل يقتدى به.
حبذا لو توسّعت هذه الصفات لتشمل مجالات أخرى، خاصة وأن الحرب الوحيدة التي نعاني منها اليوم، والتي تحصد يوميا أرواحا جزائرية هي حرب الطرق.
أتحدث هنا عن النقل البري، لأن النقل الجوي رغم الانتقادات الموجهة له اليوم، ورغم نقائصه، إلا أنه كان خلال الأزمة الأمنية من مفاخر الجزائر.
ألم تكن الخطوط الجوية الجزائرية وحدها في الميدان عندما هجرتنا شركات الملاحة الأجنبية؟ فيكفي أن الجوية الجزائرية تصدت لوحدها خلال العشرية الحمراء لذلك الحصار؟ الجزائري لا ولن ينسى هذا الموقف. أما عن فتح المجال للخواص، فهذا مسموح، لذا لا داعي لتحطيم مؤسساتنا العمومية عندما نريد الخوصصة! مرحبا بالقطاع الخاص وموازاة مع ذلك يجب تقوية وتدعيم القطاع العمومي.
وبما أن الحديث يخص حياة المواطن اليومية، لا بأس أن نسجل استحسان الكثيرين لاجتماع مجلس الحكومة حول الجزائر العاصمة، والكل يأمل وينتظر ـ سائقون وراجلون ـ أن تلقى مسألة الاختناق المروري اهتمام المسؤولين المحليين، لأن انعكاساتها على صحة المواطن وعلى الاقتصاد الوطني جدّ خطيرة.
ويبقى الاحتياط والتنظيم ضمان نجاح أي حوكمة وتسيير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024