أضحك من شدّة الحسرة مما يؤكده بعض ''الخبراء'' والساسة والدبلوماسيين، بأن للجزائر وفرنسا نفس الموقف تجاه الوضع في مالي. كيف يمكن الترويج لمثل هذه التصريحات وتصديق أطروحات كهذه؟
هناك عوامل واضحة للعيان تثبت ذلك ومن بينها:
جغرافيا: للجزائر حدود مشتركة لا يقل طولها عن ١٣٠٠ كلم مع مالي بينما فرنسا بعيدة كل البعد على هذا البلد الإفريقي.
جيوستراتيجيا: فرنسا تدخلت في العديد من الأزمات وآخرها الأزمة الليبية بينما الجزائر تتبع سياسة حسن الجوار واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.
عسكريا: فرنسا تنتج وتبيع أسلحة بينما الجزائر تستوردها.
اقتصاديا: فرنسا تبحث باستمرار خاصة عقب الأزمة الاقتصادية على ثروات تستغلها وأسواق تغذي شركاتها بينما الجزائر تنادي بالتعاون جنوب ـ جنوب وبإقامة شراكة حقيقية.
وأخيرا ورغم تصريحاتها المكثفة وتطميناتها في الآونة الأخيرة إلا أن فرنسا لم تنجح في التخلص من عقدتها الاستعمارية ونزع هندامها الاستعماري في التعامل مع مستعمراتها القديمة، هذا ما تمليه عليها مصالحها الكبرى.
إضافة إلى أن ما يُتّخذ من إجراءات دبلوماسية لا يتطابق في أغلب الأحيان مع القرارات العسكرية.
وخطورة الوضع في مالي وما يجري منذ ٤٨ ساعة على حدودنا وما أقدمت عليه القوات الفرنسية يذكرني بما قاله المتنبي:
«إذا رأيت نيوب اللّيث بارزة
فلا تظنّنّ أنّ اللّيث يبتسم»
حقيقة أننا نساند كل القرارات الهادفة إلى محاربة الإرهاب شرط ألا تنقلب الآية وتستغل كذريعة لاستهداف ترابنا.
عدا ذلك فمرحبا بكل تعاون سيد مع فرنسا ومع غيرها.
لا استخفاف بالحرب
بقلم :أمينة دباش
11
جانفي
2013
شوهد:3265 مرة
1 تعليق
-
رابط التعليق
بهية 19 جانفي 2013
لا تعاون مع فرنسا انها عدوة بالامس واليوم وغد قتلت اجددنا وعذبت وشردت نسيتوا كل شيء انها فرنسا