لا كبح ولا تعجيل

بقلم: السيدة أمينة دباش
16 ديسمبر 2015

الانتخابات الجهوية التي جرت مؤخرا في فرنسا، أثبتت أن هذا البلد فقد توازنه السياسي واختلطت اتجاهاته وكاد الإخفاق أن يعصف بالتشكيلات الأساسية التقليدية.
أتحدّث عن فرنسا بالنظر إلى ماضينا، موقعنا الجغرافي، وزن جاليتنا هناك ولأنها مرجع أساسي لأصحاب اللغو في الجزائر.
وأصبحت أمام خطر حقيقي، إلى درجة أن وزيرها الأول مانويل فالز حذّر من مغبة حرب أهلية.
فعلا، لولا انتفاضة الساسة والتعبئة التي قام بها اليمين واليسار، على حد سواء، لفازت الجبهة الوطنية لماري لوبان. وكلنا يعلم أن من يخشى هذا الحزب اليميني المتطرّف هم على الخصوص الفرنسيون ذوو الأصول اليهودية، الذين يتمتّعون بنفوذ واسع في شتى مفاصل الدولة الفرنسية.
خلاصة القول، إن فرنسا فقدت بوصلتها السياسية أمام الجبهة الوطنية المتطرفة، إذ أصبح القطبان التقليديان، اليمين واليسار، يتآكلان من الداخل وارتفعت أصوات تدعو لإنقاذ ما تبقّى إنقاذه.
رغم ذلك، تبقى المعركة في هذا البلد - إن صح التعبير - «جو - جو »، عكس ما يحدث في الجزائر، حيث مجال المعركة «أرض – أرض»، تكاد تهوي بها تصرفات ومواقف وتصريحات بعض مسؤوليها السياسيين ولا أقول «ساستها»، إلى الحضيض مما ينزع ثقة المواطن في ممثليه، خاصة بعد التعريات التي جرت مؤخرا.
الكنز الذي يجب الاعتناء به والحفاظ عليه هو وطنية الجزائري الذي يترفّع دائما عن الأنانية الضيقة لما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للوطن، وقد أعطى غير ما مرّة دروسا كلما اقتضت الضرورة ذلك وشعر باستهتار البعض بأولويات الدولة.
الكل يدرك أن الوضع الاقتصادي صعب وأن الحزام الناري لم يعد يحيط بنا فقط، بل أصبح في عقر دارنا والدليل ما اكتشفته المصالح الأمنية، الأسبوع الماضي، من عتاد وذخيرة في قلب العاصمة بتيلملي تحديدا. دون نسيان التقارير اليومية لأفراد الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية التي تؤكد أن الخطر قائم فعلا.
بالرغم من ذلك، إلا أنهم يواصلون هرولتهم نحو تحقيق أغراضهم الضيقة.
أين ثقافة الدولة؟
نقولها مرة أخرى علينا ترتيب الأولويات، خاصة ونحن على مقربة من مواعيد مصيرية. وقد قام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بإعطاء إشارة انطلاقها عند ترؤسه الاجتماع المصغر حول المشروع التمهيدي لتعديل الدستور. وتعد هذه الخطوة ردّا من الرئيس على هواة فنّ «الكلامولوجيا» بالمضي في تطبيق برنامج الإصلاحات وفق الرزنامة المحددة وبوتيرة رصينة لا يؤثر في مسارها أي تهويل ولا تكبحها أية مزايدات!    

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024