قرن جديد

بقلم: السيدة أمينة دباش
20 ديسمبر 2016

مؤشرات عدة توحي بأن العالم في تغير لا محالة وهذه مسلمة، إن صح التعبير، لأن "ما يبقى على حاله إلا الرب سبحانه"، على حد تعبير المثل الشعبي.

تاريخ الإنسانية حافل بالتغيرات والتموجات والمستجدات، انتصارات تتلوها انتكاسات. من هذا المنطلق، نستطيع أن نجزم أن زمن العولمة باشر انقراضه وأن "الفوضى الخلاّقة" عفوا "الخرابة"، ستمتد إلى من تسبّب فيها، طال الزمن أم قَصُـر، وأن الحقائق لن تخفى طويلا مهما كانت القوة العسكرية الرهيبة بما فيها الإرهابية، القدرة الإعلامية المجندة أو الإمكانات المالية المسخرة.

الأسابيع الأخيرة أزاحت الغطاء عن عديد الأحداث، عاكست توقعات الملايين المنجرة وراء تخمينات "صنّاع الرأي"، بداية برغبة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى انتصار دونالد ترامب بأمريكا وفوز فرانسوا فيون من اليمين الفرنسي، وصولا إلى تحرير مدينة حلب وبقاء الرئيس بشار الأسد في منصبه رغم النيران المدمرة وفقدان آلاف الأرواح من السوريين، رحمهم الله. علما أن نتائج أية حرب لن تكون سارة حتى وإن توجت بانتصارات.

أيام قليلة ويحل علينا عام جديد، بل قرن جديد، سيكشف عن المستور وعن تحالفات جديدة، بدأت ملامحها تلوح في أفق المخططات الجيوسياسية، والتموقعات الجيو إستراتيجية ستأخذ منعرجات لم توضع في الحسبان، لأن تاريخ الشعوب والإنسانية جمعاء ينبذ الركود، خاصة في ظل الطغيان والظلم أحادي الاتجاه.

أحادية القطب الغربي لن تبقى أبدية، لأن قوى صامتة صاعدة قد تقلب الموازين التي طال أمد استغلالها لأوطان كأسواق مباحة.

وكما علمتنا الحياة، أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فاللهف المطلق يسبب حتما الضغط المولد للانفجار الذي تبدو بوادره جلية في أكثر من نقطة ساخنة من كوكبنا الأرضي، تتسابق كبريات الفضائيات وشبكات التواصل في نقلها آنيا، مخلطة تحاليل أكبر معاهد الدراسات والبحوث ومراكز سبر الآراء.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024