«عـين السويـدر في النويـدر...»

بقلم: أمينة دباش
03 مارس 2018

يضرب الإرهاب في بوركينا فاسو لكن الحديث في وسائل إعلام فرنسية وبالضبط فرانس 24 عن الجزائر ملقية باللائمة على بلادنا مجددا بدعوى عدم مساهمتها في مكافحة الإرهاب داخل بلدان الساحل والبلدان الإفريقية الأخرى المستهدفة.
أين كانت وسائل الإعلام هذه عندما كنا نواجه طيلة عشرية كاملة هذه الآفة بمفردنا ؟ ألم تشكك في المعطيات المقدمة من طرف الجزائر ؟ ألم تكن وراء مغالطة «من يقتل من ؟» رافعة إلى جانب ذلك «مبادئ» حقوق الإنسان والديمقراطية !
هاهم الآن يتعجبون من تجنب بلادنا «الربيع العربي» وفوضاه الخرّابة وفي الوقت ذاته يتفطنون إلى ما حذرت منه الجزائر من أن الإرهاب ليس حكرا عليها بل آفة عابرة للقارات.
أكدت بلادنا في العديد من المرات أنها دستوريا ومبدئيا لا تتدخل في شؤون غيرها، كما أنها تمنع على نفسها إقحام جيشها في نزاعات وأزمات خارج حدودها. إلا أنها سباقة في المساهمة في حل المعضلات بأساليب الحوار وحسن الجوار.
محاولة جر الجزائر وتوريطها في مستنقعات عكرة حتى تبعد قوى الشر جيوشها تتم عبر ضغوطات تمارسها في الواجهة وسائلها الإعلامية التي لا تتحرك إلاّ بإيعاز من دوائر معينة خاصة عندما يتعلق الأمر بـ «مطامح» ومطامع معينة.
حدودنا محروسة والحمد لله والفضل في ذلك يعود لجيشنا الوطني الشعبي ولأسلاكنا الأمنية، إذ تعد الجزائر اليوم في مقدمة دول المنطقة أمنا واستقرارا، و لم تتأخر يوما عن تقديم يد المساعدة إلى جيرانها كما هو الشأن في مالي التي تعبث فيها أياد خفية هدفها تخريب ما أنجز ونسف أي اتفاق تسوية للوضع هناك... بدون تعليق !.
لماذا لا يبدون نفس الحماس تجاه قضايا أخرى كقضية الصحراء الغربية العالقة منذ 40 سنة رغم إحرازها انتصارات دبلوماسية متتالية، إلا أنهم لا يبالون لا بمأساة الصحراويين ولا بحقوقهم العادلة ؟!.  
خلاصة القول أن هؤلاء لا يهمهم إسعاف شعب إفريقي أو عربي و محاولة تجنيد الدول الأخرى كالجزائر لإنقاذه بقدر ما هي محاولات لاستهداف بلادنا ولن يهدأ لهم بال حتى يروها في عين الإعصار، لكن كم من مخططات دبرت عصف بها التاريخ ولم تفلح؟!.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024