في كتابه الجديـد “الحكمة في ميزان العنف”

الدراجي زروخي ينتصر لفلسفة المقاومة

أسامة.إ

صدر حديثا للبروفيسور الدراجي زروخي كتاب “الحكمة في ميزان العنف: انتصارا لأخلاق المقاومة”، في إطار منشورات “مخبر الدراسات الأنثروبولوجية والمشكلات الاجتماعية” بجامعة المسيلة. ويناقش زروخي، في هذا الكتاب، حدود الفلسفات النابذة للعنف في عالم يعج بالصراع، وهي فلسفات جاء “طوفان الأقصى ليضعها في ميزان العنف والحرب”. وفي هذا السياق، يدعو المؤلف إلى “تعلم فلسفة المقاومة”، وتبني أخلاقها، رفضا للعبودية وسيادة الآخر.

بعد إتمامه سلسلة “كونية القيم الإسلامية”، يعود إلينا الأستاذ الدكتور الدراجي زروخي بإصدار جديد تحت عنوان “الحكمة في ميزان العنف: انتصارا لأخلاق المقاومة”، ضمن منشورات “مخبر الدراسات الأنثروبولوجية والمشكلات الاجتماعية” بجامعة المسيلة.
وفي تقديمه للكتاب، يتحدث المؤلف عمّا أسماه مصطلحات “رنانة” عشناها في الآونة الأخيرة، على غرار “فلسفة العيش المشترك”، و«فلسفة التواصل”، و«فلسفة الاعتراف”، و«فلسفة الغيرية”، وهي مصطلحات تقبلها النفس السوية وترحب بها، بل إن هذه الفلسفات تحولت إلى نظريات تربوية تحاول إعداد إنسان هذا العصر للتكيف والتعامل مع الآخر وفق ما تقتضيه الحكمة، وبعيدا عن كل عنف، “وحيثما وجدت الحكمة غاب العنف”، يقول زروخي، مضيفا أنه “نتيجة شيوع هذه الفلسفات نسي الفرد المسلم أنه في عالم يعج بالصراع، وأن العنف يحيط بهذه الفلسفات من كل جانب، حتى جاء طوفان الأقصى ليضع هذه الفلسفات في ميزان العنف والحرب”.
وفي هذا السياق، يطرح المؤلف مجموعة من التساؤلات: “هل استطاعت هذه الفلسفات أن توجه ميزان العنف إلى دائرة الحكمة؟ هل كان لها وجود يذكر إلى جانب الوجود السياسي، والوجود العسكري والإعلامي؟ هل لمسنا لها أثرا واضحا أو تأثيرا يذكر على ميزان القوة؟ ماذا لو تخلى الفرد العربي المسلم عن أخلاق المقاومة؟ كيف سيكون مصيره؟ هل يحق للفرد المسلم المستهلك، الذي وهب كل ما يملك للمجتمعات الغربية بما في ذلك استهلاك الأفكار والقيم والمناهج التربوية والاقتصادية، أن يتكلم عن العيش المشترك؟ وهو المضطهد والمستعمر والمغلوب على أمره في ظل أحداث العنف التي تحيط بنا من كل جانب، وكانت فلسطين مسرحا له”.
ويواصل الدراجي زروخي طرح الأسئلة: “في عصر آلت فيه الكلمة إلى رجال السياسة والعسكر، هل يمكن للحكمة أن تجد صداها وضالتها؟ هل من الحكمة أن نواجه من يقاتلنا ويحاربنا بميزان الحكمة والغيرية والاعتراف؟ وماذا بقي للحكمة حين وضعت في ميزان العنف؟” ويخلص المؤلف إلى أنه، “في زمن آلت فيه السلطة في الدول العظمى إلى بعض السياسيين المتهورين والعسكريين المتجردين من كل القيم، يجب علينا نحن المسلمون أن نتعلم فلسفة المقاومة، ونتبنى أخلاق المقاومة من أجل رفض سيادة الآخر علينا ومن أجل رفض العبودية، ففي لحظة المواجهة والصراع لن يكون فصل الخطاب بالخطاب، هذا ما يتناوله هذا الكتاب ويسلط الضوء عليه، وفي عالم توجد فيه فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني وأمريكا، على المسلم أن يصغي جيدا إلى صوت الحكمة القائل (يجب أن نحب السلم لأنه استعداد لحرب جديدة)”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الإصدار الجديد يأتي بعد كتاب “العودة إلى الذات الإسلامية الفاعلة” الذي أصدره زروخي مطلع السنة الجارية، تكملة وتماما لسلسلة “كونية القيم الإسلامية” سابقة الذكر، والتي ضمت أيضا “خرافة الإسلاموفوبيا”، و«كونية القيم وقدسية الفعل الحضاري في الإسلام” و«جدلية الحرية وأخلاق الكرامة في الإسلام”، وهي سلسلة استغرق تأليفها قرابة 10 سنوات، وحاول الكاتب فيها “إعطاء توجه مختلف لكثير من التصورات الأخلاقية الإسلامية”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025
العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025