المؤسسات الثقافية الناشئة رافعة للتنمية المستدامـة
خلق نسيج اقتصادي يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة
رؤية حصيفة وخطوات رائدة لتكريس مفهوم الاقتصاد الثقافي
الثقافة قوة دافعة في الاقتصاد، وليس عبر العالم إلا من يراهن على دمجها في سياسات التنمية المستدامة، فالجمع بين الاقتصاد والثقافة لم يعد مجرد خيار تكميلي، بل أصبح مساراً استراتيجياً لتحويل الموارد الثقافية من قطاعات محدودة العائد إلى فضاءات إنتاجية وتجارية قادرة على خلق الثروة، وعلى هذا الأساس، أولت الدولة الجزائرية، بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أهمية خاصة لهذا القطاع، باعتباره محركاً فعالاً لدينامية الاقتصاد الوطني.
وتسعى الجزائر اليوم إلى تعزيز هذا التوجه عبر دعم المؤسسات الناشئة التي تنشط في مجال المشاريع الثقافية والصناعات الإبداعية والفنية، ولقد أضحت هذه المؤسسات إحدى الأدوات المحورية في فتح آفاق جديدة أمام الشباب، من خلال الابتكار وتحويل الأفكار الثقافية إلى منتجات وخدمات قادرة على المنافسة. وتعمل الدولة على مرافقتها بمنظومة قانونية متكاملة، وتوفير بيئة مشجعة للابتكار والإبداع، بما يتيح خلق فرص عمل حقيقية، ويحوّل المبادرات الفردية إلى موارد اقتصادية تدر مكاسب وتؤسس لنمو مستدام يرفد الاقتصاد الوطني.
لقد أطلقت وزارة الثقافة والفنون مشروع الحاضنة “مبادرة Art” كأداة استراتيجية لدعم الشركات الناشئة في مجال الصناعات الإبداعية، وهي حاضنة تمنح فضاءً للتأطير والتوجيه العملي، ما يفتح المجال أمام أفكار شبابية جريئة لتجد طريقها نحو التجسيد الفعلي. ويؤكد مختصون في الاقتصاد والثقافة أن الجزائر، من خلال هذه الخطوات، تسير نحو تكريس مفهوم “الاقتصاد الثقافي”، عبر صياغة استراتيجية وطنية متكاملة تقوم على شراكة مؤسساتية بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، بغية إرساء نسيج اقتصادي ثقافي يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة.