يرى مدير مؤسسة وهج للإعلام والثقافة والفنون، عبد النور شرقي، أن المؤسسات الناشئة يمكن أن تكون حلقة وصل بين الإبداع والاقتصاد، لارتباطها بعملية تحويل الأفكار الثقافية والفنية إلى مشاريع واقعية، ما يُسهم في خلق منتجات وخدمات إبداعية يمكن من خلالها الدخول إلى الأسواق وخلق حركية اقتصادية هامة.
وقال شرقي، في تصريح لـ»الشعب» إن المسألة لم تعد تقتصر اليوم على الدعم العمومي فقط، بل على الابتكار والاستثمار في الثقافة كقطاع منتج مساهم في تنويع الاقتصاد. مبرزا في ذات السياق، دور المؤسسات الناشئة وأهميتها في خلق فرص عمل نوعية لدى الشباب خاصة في مجال التسويق الالكتروني، والتصميم، وإدارة المشاريع وحتى الإنتاج الفني.
كما تحدث في ذات السياق، عن الدور الكبير الذي يمكن للمؤسسات الناشئة الثقافية أن تلعبه في مجال التراث وإثرائه، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في عملية إحياء التراث، عن طريق الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بهدف إحيائه وعرضه للأجيال الصاعدة وحتى السياح، ما يساهم في خلق قيمة مضافة ويحافظ على هويتنا الوطنية.
ويرى الأستاذ عبد النور بأن الاستثمار يبدأ أولاً بالتحول الرقمي للثقافة، من خلال إنشاء منصات رقمية لبيع الكتب، الأفلام، الفنون وحتى المنتجات التراثية، ومن خلال تطوير تطبيقات تعليمية وثقافية تمزج بين الترفيه والمعرفة، حتى يتسنى لنا خلق ديناميكية والزيادة في الإقبال على المحتوى الجزائري، مع الحرص على خلق شراكة بين المؤسسات الثقافية العمومية والخاصة، مثل التعاون مع المسارح ودور النشر والمتاحف لإنتاج مشاريع مشتركة، ما يساهم في الرفع من جودة العرض الثقافي ـ حسبه - ويزيد من فرصة وصوله إلى الجمهور.
كما تحدث مدير مؤسسة وهج للإعلام والثقافة والفنون عن مسألة التصدير الثقافي، الذي يتطلب الترجمة والتكييف مع الثقافات المختلفة، من أجل جعل منتوجاتنا الثقافية حاضرة في المعارض الدولية وتسهيل عملية وصولها للأسواق الخارجية. مبرزا في الأخير مسألة الابتكار في التموين، وتوفير الحلول للعديد من المشاريع والمؤسسات الناشئة الثقافية، على غرار آلية التموين الجماعي، وغيرها من البرامج الداعمة للمؤسسات الناشئة وحاضنات الأعمال، التي تساعد أي فكرة ثقافية لأن تتحول إلى مشروع اقتصادي ناجح.