مديـرة دار «اقــــرأني» هاجـر مــكاوي لـ”الشعب”: 

المؤسسات الثقافية الناشئة مشاريع حضارية

أمينة جابالله

أكدت الأستاذة هاجر مكاوي، إن المؤسسات الناشئة خاصة في قطاع الثقافة، تمتلك طاقات هائلة لإحداث تغيير نوعي في الاقتصاد الوطني، والمساهمة في تجسيد أهداف التنمية المستدامة. ومن بين هذه المؤسسات ـ تقول ـ تبرز دور النشر الحديثة كمحركات فعالة في نشر الوعي وبناء الإنسان ودعم الاقتصاد المعرفي.

وتوضح هاجر مكاوي مديرة مؤسسة ناشئة «دار اقرأني للنشر والتوزيع» لـ»الشعب»،  أن المؤسسات الثقافية الناشئة مثل «دور النشر»، تمثل جسورًا بين المعرفة والتنمية، من خلال تعزيز الوعي الفردي والمجتمعي، بحيث إن النشر الهادف، خاصة في مجالات تطوير الذات والنفس، يسهم في بناء إنسان واعٍ، منتج وقادر على التفاعل الإيجابي مع محيطه، مما يشكل أساسًا للتنمية المستدامة، كما أن بإمكانه خلق فرص عمل جديدة بالنسبة للفاعلين في صناعة الكتاب (الكتّاب، المصممين، الطباعة، التوزيع، التسويق)..
وأضافت أن تلك المؤسسات هي وجه آخر لدعم التنوع الثقافي، من خلال إبراز الأصوات المحلية والأفكار الأصيلة، حيث يمكن لدور النشر أن تحافظ على الهوية الثقافية وتعزز الإبداع. كما تعتبر ـ حسبها ـ قنوات خدماتية، إذ أن الهدف منها توسيع قاعدة المعرفة، ما يؤدي إلى بناء مجتمعات معرفية، قادرة على اتخاذ قرارات مبنية على الوعي والمعرفة، وهي من شروط التنمية المستدامة.وترى مكاوي، بأنه يمكن للمؤسسات الناشئة، كدار نشر ذات رؤية، أن تساهم بفعالية في التحول الاقتصادي الوطني، وذلك عبر تحويل الثقافة إلى منتج اقتصادي، حيث من خلال نشر كتب عالية الجودة وتسويقها داخليًا وخارجيًا، تصبح المعرفة منتجًا قابلاً للتصدير، يدرّ دخلاً ويدعم الاقتصاد الوطني.وأشارت إلى أن استخدام التكنولوجيا مثل النشر الرقمي، الكتب الصوتية، ومنصات القراءة الإلكترونية، يعزز الانتشار ويواكب التحول الرقمي في الاقتصاد. مع عدم إغفال عنصر التركيز على سوق الوطن العربي ـ تتابع المتحدثة ـ من خلال نشر كتب تهدف إلى رفع وعي الفرد العربي، حيث يمكن أن تكون للمؤسسة مساهمة ثقافية واقتصادية تتجاوز الحدود الوطنية.وتقول مكاوي إن فكرة بناء شراكات تعليمية ومجتمعية تشكل موردا آخر  للتحول الاقتصادي، وذلك عبر التعاون مع المدارس، الجامعات، والمراكز الثقافية لتوزيع الكتب وتوسيع قاعدة الوعي، ما يعزز مكانتها كمؤسسة ثقافية فاعلة ومؤثرة.
وفي ذات السياق، تضيف هاجر مكاوي أن «دار اقرأني للنشر»، هدفها المساهمة في بناء فرد واعٍ، قادر على النهوض بنفسه، وبالتالي مجتمعه من جهة، ومن جهة أخرى فهي تسعى لأن تكون منبرًا جزائريًا عربيًا يحمل رسالة الوعي، ويعيد الاعتبار للكتاب كأداة تغيير.وتؤكد محدثتنا أن المؤسسات الثقافية الناشئة ليست فقط مشاريع اقتصادية، بل هي مشاريع حضارية بامتياز، قادرة على أن تكون رافعة للتنمية المستدامة، ومساهمًا فعّالًا في التحول الاقتصادي الوطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19858

العدد 19858

الإثنين 25 أوث 2025
العدد 19857

العدد 19857

الأحد 24 أوث 2025
العدد 19856

العدد 19856

السبت 23 أوث 2025
العدد 19855

العدد 19855

الخميس 21 أوث 2025