التهافــت علـى إنشــاء المحتــوى الرقمــي يفرغـه مـن قيمتــه الاتصاليـــة
غيــاب إطــار قانونـي يحمـــي حقــوق الملكيــة الفكريــة..إشكاليـة قائمــة
مراعاة القيـــم المجتمعيــــة..واجــب صنـــاع المحتــوى الأول
برز مفهوم “صناعة المحتوى الرقمي” كأحد أهم مخرجات الثورة التكنولوجية الحديثة. ويقصد به إنتاج ونشر محتوى متنوع على منصات التواصل الاجتماعي، يتراوح بين الترفيه والتعليم والتسويق والإبداع. ويعتمد صناع المحتوى على أدوات متعددة كالفيديوهات، والصور، والنصوص، والرسوم التوضيحية، مستهدفين مختلف شرائح المجتمع، بغضّ النظر عن الفئة العمرية أو الاهتمامات.
صناعة المحتوى صارت متاحة لكل من يمتلك الحد الأدنى من المهارات التقنية، حيث يتيح الانتشار السريع للإنترنت وتعدد التطبيقات الرقمية، الفرصة لأي شخص لدخول هذا العالم، بدافع تحقيق الشهرة، أو جني الأرباح، أو المساهمة في نشر المعرفة والخدمة العمومية، خاصة حين يتعلق الأمر بالمحتوى التربوي أو التعليمي..في ظل هذا الزخم، تتعدد التساؤلات حول الضوابط القانونية والتنظيمية التي تحكم صناعة المحتوى الرقمي، ومدى وعي الفاعلين الجدد بمسؤوليتهم في تشكيل الرأي العام، خاصة في مجتمع يشهد تزايدًا ملحوظًا في الاعتماد على المحتوى الرقمي كمصدر رئيسي للمعلومة والتأثير.
بين التحفيز على الإبداع والانفتاح، والحاجة إلى تأطير هذه الممارسات إعلاميًا وأخلاقيًا، تبقى صناعة المحتوى الرقمي في الجزائر – كمثل ما في بقية العالم - تحديًا وفرصة في آن واحد، يتطلبان وعيًا جماعيًا بأهمية هذا الفضاء الجديد، وأدواره المتعددة في تشكيل الوعي الفردي والجماعي.