فرق إفريقيا، آسيا وأوروبا تصنع الحدث الفنّي

مهرجان الرّقص الشّعبي ينعش ليالي سيدي بلعباس

تتواصل سهرات المهرجان الدولي للرقص الشعبي في طبعته الحادية عشرة لسنة 2015 بولاية سيدي بلعباس، فسيفساء منمقة استقطبت على ركح مسرح الهواء الطلق صايم لخضر، قارات افريقيا وأوروبا وآسيا لتلتقي في نسيج جميل من الرقصات الشعبية الممتعة.

عادة ما يحقق الفن في وقت وجيز ما تعجز السياسة عن تحقيقه لعقود،البهجة والأزياء الجميلة التقليدية كانت مكمن غبطة للعائلات التي تجاوبت بشكل كبير مع العروض المقترحة لا سيما عرض فرقة أجيال سوريا التي رقص على إيقاعها الشرقي كل من حضر السهرة.
 الفرقة التي كانت لها عدة مشاركات دولية منذ سنة 2007، جاءت من بلد جريح لكنه ما زال ينبض بالحياة والامل والتقاليد، التي تمتد جذورها إلى ألاف السنين. فرقة ريفاك الهندية من نادي الرقصات الفنية الهندية العالمية، بدورها جذبت اهتمام العائلات، التي كانت لها فرصة تذوق حلو العادات الهندية في رقصة منقمة من اقليم البنجاب، كانت بمثابة الخيال الذي يجمع الموسيقي بالرقص.
 وفي نفس السياق، وجدت العائلات امامها حاضرا ما تألف مشاهدته عبر الفضائيات فقط.
ومن جهة أخرى، قدمت اوروبا الشرقية الفرقة الفتية البوسنية اليدزا، من الجمعية الفنية الثقافية البوسنة، التي لاحظ فيها المواطنون قواسم مشتركة في اللباس، الذي يميل الى الزي العاصمي بالقفطان والمنديل العاصمي مجذوب وسروال الشقة بالنسبة للفتيات والشبان، الذين ميزهم ارتداء السروال العريض الفضفاض والطاقية والجيلي المطرز بخيوط ذهبية وألوان تميل الى الاحجار الكريمة.
وكانت رقصات هذه الفرقة خفيفة ومدروسة في نسق جماعي، ثم ثنائي محافظ يعكس زخم البلد البوسني، كما تركت فرقة ساحل العاج الافريقية عنصر المفاجئة لدي العائلات، من خلال رقصة المحارب الافريقي التي أداها فتيان وشابات بطريقة قوية مفعمة بالحيوية، والتي كانت خلالها أزياؤهم والات عزفهم بدائية بأكسورات ورموز وأوشام افريقيا السوداء العميقة، حيث ملأ الراقصون الفضاء المسرحي وجابوا ربوعه بعد أن قفزوا من المنصة ورقصوا وسط العائلات، التي يبدو أن الحركة السريعة والفجائية تجذبها، وكذا وقع الاقاعات الافريقية التي تجمع بين السحر والغموض والروعة، ناهيك عن الجزائر التي كانت حاضرة بقوة من خلال فرق محلية من البويرة التي جاءت بالطابع القبائلي.
 ومن ولاية النعامة وغرداية التي هز راقصوها المسرح بطلقات بارود بعد تمام وصلتهم الراقصة الجميلة تحت وقع الحان الزرنة، وكان لفرقة التل من ولاية سيدي بلعباس دورا هاما، حيث أرقص الجمهور بالطابع المحبب محليا العلاوي الذي طبعته من وقت لأخر زغاريد النساء، اللائي حضرن للتمتع بالطبوع الفنية الراقصة من أنحاء العالم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024