حين ينسجم الخط العربي وعالم الرواية

الكتـاب أعطى صـورة مميـزة وأصيلـــة

حبيبة غريب

الفكرة انطلقت بين روائية شابة وخطاط عصامي مخضرم، وتجسدت من خلال مخطوطات ولوحات فنية ومقولات رائعة ترجمت بحبر أسود وأبيض بريشة الفنان محمد حموش الذي جعل لكتاب ‘’تصاميم أنثى» لمؤلفته حياة شهد، قواما مميزا من خلال انحناءات الكلمات المنسوخة بالخط العربي الأصيل، ولوحات فنية بالأسود والأبيض، ترجمت بعض أفكار الروائية بطريقة الكاليغرافيا.
وقد أنجبت الفكرة غلافا لكتاب يحمل رسوما تلخص بعض عناوين جوانبه الهامة، «كالأصالة والحضارة والأنثى والقرية والقمر وانعكاس الأضواء وانسياب الضلال»، إلى جانب ثماني لوحات، قال عنها الفنان محمد حموش انه استلهم فكراتها من بعض العبارات القوية التي حملتها الرواية ـ وكذا بعض سعات من المحاكاة والدردشة والنقاش بينه وبين المؤلفة حياة شهد.
والتجربة هذه ليست الأولى من نوعها بالنسبة للفنان حموش، إذ سبق وأن قام بالمثل للكتاب حول الراحل شريف خدام المترجم إلى العربية وغيرها من الأعمال الأخرى التي يهدف من خلالها لإحياء الخط العربي من جهة وإخراج الكتاب من قالبه الكلاسيكي المعتمد على الخط العادي.
وفي إجابته عن السؤال المتعلق بواقع ومكانة الخط العربي اليوم بالجزائر تأسف خطاط رئيس الجمهورية، «على ما يعرفه فن الكاليغرافية من إهمال وتهميش ولا مبالاة، مشيرا من منبر ضيف «الشعب» إلى تغاضي المؤسسات وخاصة تلك المختصة في السمعي البصري والنشر والثقافة وكذا الديكور وغيرها العمومية عن مثل هذا الفن العريق وعدم الاستعانة بالخطاطين لانجاز أعمالها الفنية».
واشار حموش في ذات السياق قائلا»إن وعلى المؤسسات الاستعانة بنا كخطاطين وفنانين لكل الأعمال الفنية التي تستلزم استعمال الخط ، ونحن مستعدين للعمل في هذه المشاريع بالمجان».
وأضاف حموش بتحسر كبير، قائلا أن استعمال التكنولوجيات الحديثة جعل الكثير يفضل الطرق السهل في التصميم والكتابة وغيرها، مبتعدين بذلك عن الأصالة والفن العريق، الذي يملك تاريخا عظيما.
وارتئ الفنان أن يوجه نداءً إلى المكتبات والإعلاميين لتشجيع استعمال الخط العربي والسهر على إحياء والحفاظ على مثل هذا التراث الذي يعرفه العالم من خلال الانجازات القيمة للخطاطين الجزائريين و فوز العديد منهم بمسابقات دولية كبيرة».
وأشار حموش أنه من الضروري على الخطاطين الجزائريين، وكل المهتمين بالأمر يتحدوا ويجتمعوا من حين لآخر لدراسة سبل إنشاء جمعية أو منظمة تدافع عن الخط العربي وترافع من أجل التعريف به إعادة اعتباره ومكانته على الساحة الثقافية الجزائرية، ووضع كل الوسائل والأفكار لتشجيع الأجيال الصاعدة على تعلمه والحفاظ عليه من هاوية الزوال والنسيان.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024