تتواصل المعارك في محيط العاصمة الليبية طرابلس بين قوات خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى والفارين من مناطق القتال، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من كارثة إنسانية.
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، مقتل 75 شخصا وإصابة 323 آخرين، خلال الأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس في الأيام الماضية، محذرة من أن «تجدد الصراع يهدد أيضًا باستنزاف الإمدادات الطبية».
وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية الدكتور سيد جعفر حسين، إن المنظمة «سلمت المستشفيات مستلزمات إسعاف وأدوية، تكفي تلك أسبوعين في المرحلة الخطيرة».
وأشار إلى أن المنظمة «تخشى من تفشي أمراض معدية بسبب المياه غير النظيفة وفرار السكان من القتال الدائر بالقرب من العاصمة طرابلس». وطلب جهاز الإسعاف والطوارئ، بضرورة فتح ممر آمن بمنطقة سواني بن يادم (20 كم جنوبي طرابلس)، مع استمرار الاشتباكات في جنوب العاصمة.
ونبه الناطق باسم الجهاز أسامة علي إلى «تأزم الوضع الإنساني بالمنطقة الواقعة بين كل من كوبري الزهراء جنوبًا وكوبري السواني شمالًا نتيجة الاشتباكات». وتشير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى تردي الأوضاع الإنسانية في مناطق الاشتباكات. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر فرع طرابلس، أمس، إخلاء 200 عائلة و250 شخصا من جنسيات أجنبية (أفارقة) من داخل قلب اشتباكات منطقة السواني بني آدم.
مصدر قلق
قال رئيس الوزراء الايطالي، جوزيبي كونتي إن التطورات الأخيرة في ليبيا وخاصة التصعيد العسكري «تشكل مصدر قلق كبير لإيطاليا، كما يجب أن يكون كذلك لكل أوروبا والمجتمع الدولي بأسره».
وأوضح كونتي مخاطبا مجلس النواب الايطالي، في جلسة استماع عن التطورات في الأزمة الليبية عقدت أمس الخميس، أنه كان دائماً على اتصال «في هذه الأشهر والأيام وحتى في هذه الساعات مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج والجنرال خليفة حفتر». وأشار رئيس الحكومة الإيطالية إلى أن «دعمه لحكومة الوفاق الوطني سار في الأشهر الأخيرة يدا بيد مع إجراءات قوية نابعة من قناعة أخلاقية للبحث عن كل مساحة ممكنة للتفاهم السياسي مع الجهات الفاعلة الأخرى» في الساحة الليبية.
مخاوف على إمدادات النفط
وسط استمرار المعارك، عبر خبراء عن مخاوف من انقطاع إمدادت النفط من ليبيا الدولة العضو بمنظمة «أوبك».
وأعادت وكالة «بلومبرج» الأميركية التذكير بارتفاع إنتاج النفط في الأشهر الأخيرة مع استقرار السلام الهش، لكنها قالت إن «المعارك الأخيرة هي تذكير بأن التدفقات الخام الموثوقة لا يمكن أن تستأنف دون حل سياسي لثمانية أعوام من الصراع».
