رافضة المشاركة في بيع فلسطين

معارضــــة عربيـــــة واسعـــــة لـ «صفقــــة القــــرن»

 قوبلت الرؤية الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في إطار خطة أوسع لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بازدراء ورفض وسخط في العالم العربي، حتى عندما دعا البعض إلى منحها فرصة.
تشمل خطة «السلام من أجل الازدهار»، أو ما عرف إعلاميًا بـ «صفقة القرن»، إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة. ويبلغ حجم الخطة 50 مليار دولار، ومن المتوقع أن يطرحها غاريد كوشنر صهر ترامب خلال مؤتمر في البحرين هذا  الثلاثاء.
لكن الافتقار إلى حل سياسي، والذي قالت واشنطن إنها ستكشف عنه لاحقًا، أثار رفضًا ليس من الفلسطينيين فحسب ولكن أيضًا في الدول العربية. ومن مختلف البلدان العربية استنكر معلقون بارزون ومواطنون عاديون مقترحات كوشنر بعبارات مماثلة بشكل لافت للانتباه مثل «مضيعة هائلة للوقت» و»فاشلة» و»مصيرها الفشل منذ البداية».
وفي حين أُحيطت الخطوط العريضة للخطة السياسية بالسرية، يقول المسؤولون الذين اطلعوا عليها إن كوشنر تخلى عن حل الدولتين، وهو الحل الذي يلقى قبولاً في العالم منذ فترة طويلة ويشمل قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل.

 لا لرشوة الفلسطينيّين

ورفضت منظمة التحرير الفلسطينية خطط كوشنر باعتبارها «كلها وعودًا نظرية»، وأصرت على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للصراع، وقالت إنها محاولة لرشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي.
وفي أول تعليق لبناني على إعلان واشنطن تفاصيل المرحلة الأولى من خطتها للسلام في الشرق الأوسط، أبدى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رفض بلاده لأي استثمار على حساب قضية فلسطين.
وذكر بري، تعليقا على ما كشفه غاريد كوشنر، «لكي لا يفسر البعض الصمت الرسمي اللبناني قبولا للعرض المسموم، نؤكد ان الاستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضا خصبة هو أي استثمار على حساب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني في العودة الى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وشدّد بري على أنه من الخطأ الظن أن التلويح بمليارات الدولارات قد يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة على الخضوع أو المقايضة على ثوابته غير القابلة للتصرف، وأولها الاستيطان الإسرائيلي الذي تعهّد رئيس البرلمان اللبناني بمقاومته بكل الأساليب المشروعة.
وقال بري إن لبنان «يربأ بما تبقى من الحياء العربي» ألا يفسح المجال لاستخدام الجغرافية العربية لـ «تنفيذ حكم الإعدام» بالقضية الفلسطينية كقضية العرب والمسلمين الأولى، محذرا من أنها تتعرض كالعادة لـ»محاولة اغتيال بسلاح المال العربي».
وختم رئيس مجلس النواب اللبناني تصريحه بالتأكيد مخاطبا كوشنر: «لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور أو شركاء في بيع فلسطين بـ 30 من الفضة».

مظاهرات ضد مؤتمر البحرين

 تظاهر عدة آلاف امس الأحد في الرباط من أجل «إدانة» مؤتمر البحرين الذي يرتقب أن تطرح فيه الولايات المتحدة الجانب الاقتصادي من خطتها للشرق الأوسط، مؤكدين رفض أية مشاركة مغربية فيه وعلى أي مستوى.
وقطعت التظاهرة الشارع الرئيسي للعاصمة المغربية رافعة لافتات كتب عليها «الشعب المغربي يندد بصفقة الخيانة وورشة المنامة»، وشعارات تطالب ب»إسقاط مؤتمر العار»، مؤكدة رفض «أية مشاركة للمغرب في المؤتمر من أي مستوى كان».
وكان البيت الابيض أعلن الأسبوع الماضي مشاركة المغرب في مؤتمر المنامة  لكن السلطات المغربية لم تؤكد ولم تنف هذه الأنباء .

جريمة تاريخية

ستتم مناقشة مقترحات كوشنر الاقتصادية في اجتماع تقوده الولايات المتحدة يومي 25 و26 جوان، وقاطعت السلطة الفلسطينية الاجتماع ولم يوجه البيت الأبيض الدعوة للحكومة الإسرائيلية.
ويعتقد محللون عرب أن الخطة الاقتصادية تمثل محاولة لشراء معارضة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية برشوة قيمتها مليارات الدولارات للدول المجاورة التي تستضيف ملايين اللاجئين الفلسطينيين من أجل دمجهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024