وصف سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، الرئيس الراحل محمد عبد العزيز بالقائد الذي عزز الصفوف داخل جبهة البوليساريو، وأرهب العدو المغربي الذي أجبر على التوقيع على اتفاقية وقف اطلاق النار في 1991.
في حوار مع «وأج»، بمناسبة الذكرى السادسة لوفاة محمد عبد العزيز، أشاد السفير، الذي شغل منصب الوزير الأول في حكومة الرئيس الراحل، بإنجازات الأخير، الذي كانت له «قدرة كبيرة على التحمل والصبر والعمل المتواصل ليلا ونهارا، والقدرة على اتخاذ القرارات في اصعب المواقف، مع الحرص على العمل مع الجميع بشكل منسجم ومنتظم والاحترام الصارم للقوانين».
وقال الدبلوماسي الصحراوي إنه «كان للرئيس الراحل الفضل الكبير في بناء هيئات منسجمة ومتكاملة، أساسها مشاركة جميع الاطر، كما كان يحرص على وحدة القاعدة وفتح ابواب الاتصال معها، من خلال الندوات والمؤتمرات والملتقيات».
وهذا ما جعل من جبهة البوليساريو، يضيف، «تنظيما شعبيا سياسيا استطاع الصمود والاستمرار، رغم مخططات الاحتلال ومؤامرته التي كانت تهدف الى ضرب الوحدة الوطنية الصحراوية، عن طريق خلق حركات موازية»، لكن الاحتلال «فشل فشلا ذريعا».
وأشار إلى أنّه في عهد الرئيس محمد عبد العزيز، «تعززت صفوف التنظيم الذي لم يعد مقتصرا على الاراضي المحررة ومخيمات اللجوء، بل انتقل الى الاراضي المحتلة، حيث أصبح الصحراويون ينظمون المسيرات المناهضة للاحتلال رغم القمع، كما تم تنظيم الجاليات الصحراوية في المهجر، والتي عملت على التحسيس بالقضية الصحراوية والتعريف بها لدى الرأي العام الدولي».
وتابع يقول: «تحت قيادة محمد عبد العزيز، ترسّخت الهوية الصحراوية وتعززت اللحمة الوطنية، وذاع صيت القضية الصحراوية في المحافل الدولية».
«تجربة تنظيمية فريدة من نوعها»
بخصوص معركة بناء الدولة الصحراوية، أوضح الدبلوماسي أن هياكل الجمهورية توسّعت الى مختلف المجالات، من سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية، كما تم توسيع التمثيليات الدبلوماسية في الخارج الى حدود 50 تمثيلية.
وذكر السفير الصحراوي أنّ الرئيس الراحل «ترك تجربة تنظيمية فريدة من نوعها، ما جعل من انتقال السلطة بعد رحيله سلسا عكس ما كان الاحتلال المغربي يمني به نفسه»، كما ترك «ارثا ماديا و معنويا يشكل قوة دفع للشعب الصحراوي في مواجهة كل مخططات نظام المخزن».
وأوضح أن المغرب «اعتمد منذ 2017 استراتيجية جديدة، بعد عودته الى الاتحاد الافريقي ومحاولته تصعيد الهجوم لفرض احتلاله في الصحراء الغربية كأمر واقع، كما حاول الاستقواء باعتراف الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب له بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، وفتح قنصليات لإخراج القضية الصحراوية عن اطارها القانوني كقضية تصفية استعمار، لكنه فشل».
وأبرز أنّ ردة فعل الشعب الصحراوي كانت قوية ضد «كل المخططات الشيطانية للاحتلال، حيث استأنف الكفاح المسلح، وهو يخوض اليوم حرب استنزاف كبدت جيش العدو خسائر كبيرة، رغم تحالفه مع الكيان الصهيوني (...)».
كما فشل النظام المغربي، يضيف طالب عمر، في فرض هذه السياسة على الساحة الدولية، «رغم اسلوب الابتزاز والكذب وشراء الذمم»، مستدلا بما حدث مؤخرا مع مدريد، وخروج رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، عن الاجماع الدولي بخصوص حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
ونبه في هذا الاطار الى أن سانشيز لم يجن من تجنيه على الشعب الصحراوي والشرعية الدولية، إلا العزلة الداخلية بعد ان اعلن برلمان بلاده، الخميس الماضي، رفضه من جديد لهذا الموقف.